فاطمة اللوغاني: المغامِرة الإماراتية تجوب العالم بدراجتها النارية

لم تكن تجربة الرحالة الإماراتية فاطمة اللوغاني مجرد هواية، بل تحولت إلى رحلة لاكتشاف الذات ومجابهة الأحلام المؤجلة. انطلقت فاطمة في مغامرات فردية في مختلف الدول والقارات، لتحقّق لقب المرأة المنجزة والمتحدية. قادها شغفها بالترحال على دراجة نارية خارج حدود الخرائط التقليدية، مشددة على أن السعادة تأتي من الاختيارات الصحيحة والإيمان بما نفعله.

توقفت فاطمة عند حوارها مع "الإمارات اليوم"، لتروي عن طفولتها وشغفها بالدرّاجات النارية، رغم أن الظروف لم تكن مهيأة آنذاك، وحلمها الذي ظل يراودها لسنوات. قررت فاطمة في لحظة حاسمة أن تحقق حلمها في 2022، وبدأت بالتدريب الفعلي حتى حصلت على رخصة القيادة في بداية 2023، وامتلكت دراجة نارية من طراز "هارلي سبورتر 883" دون إبلاغ عائلتها.

اندفعت فاطمة بحماسة مدهشة لخوض غمار التجربة، فمارست هوايتها من خلال رحلات تدريبية كل سبت. وتؤكد فاطمة أن رخصة القيادة تمنحها نسبة ضئيلة من المهارة، فيما تُكتسب البقية من خلال تجارب الطريق. كانت تنطلق بالدراجة وحدها أو برفقة مجموعات، وكانت تدفع أحياناً لسائقي دراجات التوصيل لمرافقتها على الطرقات.

بدأت رحلة اللوغاني من أوروبا، حيث سافرت إلى ألمانيا مع أطفالها مستأجرة دراجة. لاحقاً، التحقت برحلة جماعية إلى جبال الألب، في تجربة وصفها بأنها كانت مميزة لأنها كانت تضم 15 دراجًا، جميعهم رجال يتحدثون الإسبانية فقط وهي المرأة الوحيدة بينهم. قطعت 2500 كم في ثمانية أيام بإصرار على عدم الفشل.

تحدثت فاطمة عن جوائز الثقة التي اكتسبتها من تجربتها الأولى، وقررت التخصص في المغامرات الجبلية، فاقتنت دراجة ثانية من فئة "BMW GS 750". توجهت مع مدرب سويدي إلى عُمان ثم عادت إلى دبي لمواصلة مشوار التدريب والحصول على شهادات متخصصة.

تحدثت عن مغامرتها الأكثر تحدياً، حيث سافرت إلى الهند واعتلت دراجة "هيمايلاين 450"، واستطاعت تحدي الجبال وصولاً لارتفاع 5400 متر بمفردها. ثم رحلت مع مجموعة خليجية لدول إسكندنافية، متنقلة بين الجبال والمناطق الصعبة، في رحلة استمرت 10 أيام.

وصفت فاطمة رحلتها الأخيرة من دبي إلى كرواتيا عبر مدن ومسارات صعبة بأنها كانت الأكثر تحدياً. بدأت من دبي مرورًا بالكويت، العراق، تركيا إلى كرواتيا. ورغم انقلاب دراجتها في حادث بالعراق، أكملت رحلتها وصولاً إلى كرواتيا حيث خزنت دراجتها لتستكمل رحلتها للمغرب قريبًا.

فاطمة تواظب على تحديد مساراتها بدقة، حجز الفنادق وعدم القيادة ليلاً، موثقة رحلاتها على "تيك توك". تقول إن الوطن الإمارات، منحها حرية اختيار هوايتها وتكريس شغفها، مشيرة إلى أن التجربة كانت بحثًا عن الذات وليس للفخر.