صانعات النجاح: قصص التفوق بروح الإرادة.

الخميس 28 أغسطس 2025 - 04:02 ص

صانعات النجاح: قصص التفوق بروح الإرادة.

عبد الله الغافرى

بهمةٍ تعانق السماء، وإرادةٍ لا تعرف المستحيل، تظهر "صاحبات همة" في ميادين العمل، مستثمرات الدعم اللامحدود من القيادة التي وفرت فرص توظيف عادلة للمواطنين من أصحاب الهمم، وأسهمت في تمكينهم من الوصول إلى الفرص على نحو يضمن ممارستهم لحقوقهم في العمل على قدم المساواة بجانب الالتزامات المطلوبة من الجهات المعنية وفقًا للتشريعات.

وبالتزامن مع "يوم المرأة الإماراتية"، التقت "الإمارات اليوم" مجموعة من "صاحبات همة" لإلقاء الضوء على تجاربهن العملية المليئة بالتميز والنجاح.

تقول حمدة باوزير، تنفيذي أول في الإدارة العامة لإسعاد المجتمع بشرطة دبي، والتي تعاني إعاقة حركية: "بفضل توجيهات القيادة الخاصة بتوظيف أصحاب الهمم ودعمهم، شكل ذلك مسؤولية مضاعفة لنا لرد الجميل للوطن، أمارس عملي في إسعاد المجتمع بشرطة دبي والتي تحرص على تمكين موظفيها بشكل عام ومنهم أصحاب الهمم بشكل خاص."

وتحدثت باوزير عن دافعها في تمكين أصحاب الهمم مشيرة إلى والدتها وصديقاتها من أمهات أصحاب الهمم كنّ مصدر إلهام لها لدورهن في التعليم الدامج، الذي ترك أثراً إيجابياً على المستفيدين.

حصلت باوزير على مؤهل عالمي في "إمكانية الوصول"، وهو مؤهل يُعنى بإدماج أصحاب الهمم في المباني والبيئات الرقمية، وأصبحت عضواً في الرابطة الدولية لمختصي إمكانية الوصول.

من إنجازاتها أنها شاركت في تقديم دراسة حالة في "اليوم العالمي لإمكانية الوصول" حول تجربة جامعة زايد في استخدام التكنولوجيا المساعدة أثناء التعليم عن بعد خلال جائحة كورونا.

عملت باوزير كمدربة معتمدة متخصصة في "التصميم الدامج" الذي يخدم جميع أفراد المجتمع وقدمت ورشاً فيه، وفي العام الماضي نظمت ورشة تفاعلية في مدينة إكسبو بمناسبة اليوم العالمي للكراسي المتحركة.

قادتها مبادرات أخرى لتقديم ورش لأصحاب الهمم الباحثين عن عمل تضمنت كيفية اجتياز المقابلات الوظيفية وتحسين السيرة الذاتية وتطوير المهارات، مما ساهم في حصول العديد منهم على فرص عمل حقيقية.

أشارت حمدة باوزير "نقدر جهود الدولة في دعم المرأة وصاحبات الهمة بشكل خاص، ويجب علينا العمل بإخلاص لرد الجميل للوطن وإثبات أن الإعاقة ليست نهاية، وإنما بداية لإنجاز مختلف".

أكدت البطلة الرياضية في نادي دبي لأصحاب الهمم، فاطمة الكعبي، التي تعاني إعاقة حركية، وهي أم لطفلين من أصحاب الهمم، أن الدعم اللامحدود ساهم في توليها مناصب مختلفة وتحقيقها الإنجاز تلو الآخر.

تحلم الكعبي بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، وتقول إن دورها كامرأة وأم وبطلة رياضية هو إعداد جيل قادر على التحدي والنجاح، لذا تحرص على إعداد ابنها محمد ليكون بطلاً رياضياً يمثل نادي دبي لأصحاب الهمم والإمارات.

بدأت الكعبي مشوارها الرياضي برفع الأثقال، لكنها تحولت إلى رياضة الرماية بالمسدس لرغبتها في التميز والتفرد، وتعبر عن شغفها بالتميز والإنجازات القوية التي تظهر من خلالها أنها تستطيع الإنجاز بشكل أفضل من الآخرين.

أشارت الكعبي إلى الدعم الذي حظيت به من نادي دبي لأصحاب الهمم، حيث تخطت العقبات وشاركت في بطولات مهمة مثل كأس آسيا لرفع الأثقال في ماليزيا عام 2010، حيث فازت بالميدالية الذهبية، والألعاب العالمية لرفع الأثقال في الهند عام 2011 حيث حصلت على المركز الثالث.

من جانبها، أكدت هاجر علي من ذوات "متلازمة داون" أن الإمارات تسعى دائماً لإبراز مهارات المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، وتشعر بالفخر كونها جزءاً من هذا التمكين والدعم المتواصل.

قالت القيادة الرشيدة لا تتوانى عن دعم المرأة الإماراتية لإبراز مهاراتها، والدليل أنها حظيت بفرصة العمل في ثلاثة أماكن مختلفة، مما يعكس حرص الدولة على دمج أصحاب الهمم في المجتمع.

هاجر تشارك في مقهى عائلتها، حيث تقوم بأعمال مثل إعداد القهوة وأخذ الطلبات من الزبائن وتقديمها، وتشعر بسعادة كبيرة وإنجاز عندما ترى رضا الزبائن.

وعبرت عن شكرها للقادة الداعمين، وتوجهت برسالة للمرأة الإماراتية في يومها: "نحن أكثر نساء العالم سعادة، وأكثر حظاً بقادتنا، وصاحبات الهمة يملكن أكبر الفرص للمشاركة في عملية نهضة وتطور المجتمع."


مواد متعلقة