1572 طالبًا مبتعثًا في 200 جامعة عالمية: دور التعليم العالي في الابتعاث

الجمعه 24 أكتوبر 2025 - 02:47 ص

1572 طالبًا مبتعثًا في 200 جامعة عالمية: دور التعليم العالي في الابتعاث

سعيد المنهالى

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن فتح باب التسجيل لبرنامج الابتعاث للطلبة المواطنين لربيع 2026، حتى 7 نوفمبر المقبل، حيث يعد البرنامج أحد الأدوات الاستراتيجية التي تعكس التزام الدولة بالاستثمار في رأس المال البشري، باعتباره محرك مسيرة التنمية الشاملة المستدامة، وركيزة لتأكيد مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للعلم والمعرفة.

وفي هذا الصدد قال الدكتور فيصل العلي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع عمليات التعليم العالي بالإنابة إن برنامج الابتعاث يمثل أكثر من مجرد إمكانية تحصيل شهادة علمية من جامعات خارج الدولة، فهو مشروع وطني استراتيجي لصناعة قادة الغد، وإعداد جيل من الشباب الإماراتي القادر على الارتقاء بسوق العمل الوطني، وتعزيز تنافسيته العالمية، وهو كذلك فرصة للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري بين الشباب الإماراتي ونظرائهم من كافة أنحاء العالم.

وصل عدد الطلبة المبتعثين الجدد خلال العام الحالي إلى 184 طالباً وطالبة، يدرسون في أكثر من 60 جامعة مصنفة ضمن أفضل المراتب عالمياً. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، بلغ عدد خريجي البرنامج 1388 طالباً وطالبة، أنهوا دراستهم ضمن مختلف المراحل الجامعية، في أكثر من 200 جامعة موزعة على ما يزيد عن 25 دولة.

وتركز الجامعات على توفير بيئة تعليمية متقدمة، وفتح آفاق واسعة للمشاركة في أبحاث رائدة والتفاعل مع مجتمعات أكاديمية متكاملة. ويركز برنامج الابتعاث على تخصصات ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأولويات الوطنية واحتياجات سوق العمل مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، والهندسة المتقدمة، والطاقة المتجددة، والعلوم الطبية والصحية.

كما يشمل البرنامج مجالات إدارة الأعمال والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، التي تدعم بناء مجتمع معرفي متقدم. تُبرز هذه الأرقام التوجه النوعي للبرنامج، حيث يتم التركيز على الجودة الأكاديمية باعتبارها معياراً للنجاح، كما يوجه الطلبة نحو التخصصات المستقبلية التي ستقود التحولات الاقتصادية والاجتماعية في العقود المقبلة.

تسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لضمان أن يكون الابتعاث رافعة مباشرة لسوق العمل الوطني، ولهذا أبرمت شراكات استراتيجية مع مؤسسات وطنية رائدة داخل الدولة في قطاعات حيوية مثل الطاقة، والطيران، والصناعات الثقيلة، والموارد البشرية، لتحصل المبتعثون بعد تخرجهم على فرص توظيف مباشرة أو تدريب في جهات متعددة.

وأشادت الوزارة بحرص القطاعات الاقتصادية الوطنية على دعم وتعزيز البرنامج، لافتة إلى أن نهاية رحلة الابتعاث والحصول على المؤهل الأكاديمي هو بداية مسار مهني ناجح ومتميز للطالب، يسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، والنظر إلى التعاون مع هذه القطاعات باعتباره جسراً يربط بين قاعات الدراسة ومواقع العمل والإنتاج.

على مدى السنوات والعقود الماضية، أثبت الطلبة الإماراتيون المبتعثون قدرتهم على أن يكونوا خير سفراء للعلم والمعرفة، وقدّموا قصص نجاح ملهمة داخل الوطن وخارجه وبرزت نماذج مشرفة علمياً وأكاديمياً بينهم.

مثل نور آل علي، طالبة الماجستير في طب الجينوم بجامعة ملبورن، التي مثلت الإمارات في محافل دولية وأسهمت في أبحاث متقدمة في مجال العلوم الصحية، وزهرة سلمان الباحثة في مجال العلوم البيئية في جامعة كيوتو اليابانية؛ فيما يقدم منصور علي الكعبي، المتخصص في العلوم الاكتوارية والاقتصاد نموذجاً آخر لشاب إماراتي اختار مساراً مهنياً نوعياً في القطاع الخاص.

تجسد هذه النماذج، وغيرها الكثير، القيمة الحقيقية لبرنامج الابتعاث باعتباره استثماراً وطنياً مستداماً، يسهم بتخريج كوادر بشرية مؤهلة، تحمل معها المعرفة العالمية والخبرة العملية، وتضع بصمتها في مسيرة التنمية الشاملة للدولة.

ويأتي التطوير المتواصل لبرنامج الابتعاث ضمن منظومة تحولية أشمل تقودها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بهدف تعزيز تنافسية الدولة وتأكيد دور التعليم كركيزة للاقتصاد المعرفي بما ينسجم مع مستهدفات رؤية نحن الإمارات 2031 ومئوية الإمارات 2071.

تسعى الوزارة لاعداد جيل قادر على قيادة المستقبل، ومؤهل للتعامل مع المتغيرات العالمية وتسخير التكنولوجيا والابتكار لصالح الوطن، وتواصل الوزارة تطوير سياسات الابتعاث وتحديثها بما يتماشى مع المتغيرات العالمية.

الابتعاث في جوهره مسؤولية وطنية، هدفه ليس فقط تمكين الطلبة من التعلم، بل تزويدهم بالأدوات اللازمة ليصبحوا قادة ومبتكرين ومؤثرين في مستقبل الوطن.


مواد متعلقة