الفائزون: تحدي القراءة العربي يعزز ثقافة الأجيال القارئة في العالم العربي
السبت 25 أكتوبر 2025 - 12:03 م
أكد عدد من الفائزين في تحدي القراءة العربي 2025 أن هذا السباق لم يكن مجرد منافسة عادية، بل كان بالفعل رسالة حضارية تساعد في بناء أجيال من القرّاء الواعيين الذين يدركون قيمة المعرفة وأهمية القراءة في تطوير الذات والمجتمع.
وصرحوا لـ«الإمارات اليوم» بأن هذه التجربة شكلت مرحلة تحولية في حياتهم، حيث عُزز حبهم للغة العربية وغرست فيهم عادة القراءة اليومية، كما فتحت أمامهم مجالات واسعة للأفكار والإبداع، مما جعل القراءة شريكهم الدائم في مسيرة التعلم والعيش.
ومن تونس الجميلة إلى قمة المطالعة في دبي، تألقت التوأم بيسان وبيلسان كوكة، الفائزتان بلقب بطل تحدي القراءة العربي 2025، كرمز ملهم للشغف والمعرفة وروح التعاون.
قالت بيسان وبيلسان لـ«الإمارات اليوم»: "حققنا لقب بطل تحدي القراءة العربي 2025 بفضل حبنا للكتب والقراءة منذ نعومة أظافرنا، فقد تحولت القراءة إلى أسلوب حياة أوصلنا بخطوات ثابتة نحو منصة النجاح، ليحتفي بنا الوطن العربي كنموذج للجيل القارئ المبدع والواعي".
أشارت بيسان كوكة لـ«الإمارات اليوم» إلى أن رحلتها مع القراءة بدأت منذ طفولتها المبكرة، عندما كانت والدتها تصطحبهما إلى المكتبة العامة يوميا، وتحثهما على اختيار كتاب جديد في كل زيارة.
وقد أوضحت أن القراءة أصبحت عادة يومية لا يمكن التخلي عنها، حيث تخصص مع شقيقتها نحو ثلاث ساعات يوميا للقراءة والمناقشة ومشاركة الآراء حول ما قرأتا، معتبرة أن هذه الجلسات المشتركة هي سر نجاحهما في فهم النصوص وتحليلها.
وأضافت أن روح التعاون بينهما كان الحافز الأكبر للاستمرار، فكانت كل واحدة تشجع الأخرى على قراءة المزيد من الكتب وتطوير مهارات النقاش والعرض.
قالت: "كنا نعيش التجربة كفريق واحد، لا منافستين، فالقراءة بالنسبة لنا لم تكن مجرد سباق، بل كانت رحلة نقطعها معا نحو المعرفة".
وأكدت أن تحدي القراءة العربي شكل محطة تحول في مسيرتهما، إذ وسع آفاقهما العقلية وربطهما بعالم واسع من الثقافة العربية، مشيرة إلى أن المشروع يعزز مكانة اللغة العربية ويغرس في قلوب الطلبة العرب حب القراءة والتفكير النقدي، مقدمة الفوز لوالديهما الذين وفروا لهما البيئة المثالية للقراءة.
من جهتها، قالت بيلسان كوكة أن علاقتها بالكتب كانت أشبه بصداقة تنمو يوماً بعد يوم، حيث تفتح كل صفحة جديدة أمامها عالماً مختلفاً من الخيال والمعرفة.
شرحت أن ما ميّز تجربتها مع بيسان هو روح التشجيع المتبادل بينهما، حيث يتبادلان تلخيص الكتب ومناقشة أفكارها بطريقة ممتعة، حتى أصبحت القراءة نشاطا يوميا يجمعهما بعد انتهاء اليوم الدراسي.
وأكدت أن تخصيص وقت ثابت للقراءة ساعدهما على تنظيم وقتهما وتحقيق التوازن بين الدراسة والهواية، مشيرة إلى أن قراءاتهما المتنوعة شملت الأدب العربي، التاريخ، العلوم، وكتب تطوير الذات، مما صقل لغتهما ومهارات التفكير النقدي لديهما. قالت: "القراءة جعلتنا نعبّر باللغة العربية بثقة، ونفهم قيمها الجمالية والإنسانية".
عبّرت عن امتنانها للدور الكبير الذي لعبه والداها في دعمها المستمر، حيث كانا يحتفيان بإنجازاتهما الصغيرة قبل الكبيرة، ويشاركانهما النقاش حول الكتب التي يقرآنها، مما غرس في عائلتهما ثقافة القراءة والمسارات الفكرية.
وأعربت هند أحمد الشحي، مديرة مدرسة عاتكة بنت زيد في خورفكان، الفائزة بجائزة أفضل مدرسة في تحدي القراءة العربي 2025 بالتشارك مع مدرسة طرابلس الحدادين للبنات «لبنان»، عن سعادتها بفوز مدرستها الذي عكس روح الفريق الواحد داخل المدرسة، وتعاون المعلمين والطلاب وأولياء الأمور لترسيخ ثقافة القراءة كجزء من الحياة المدرسية اليومية.
قالت إن المدرسة جعلت من المكتبة مركزا نابضا بالحياة، حيث تحتضن مسابقات ومجالس قرائية ومبادرات إبداعية تدعم اللغة العربية وتعزز مهارات الطلبة في التعبير والفهم والتحليل.
وأشارت إلى أن تحدي القراءة العربي ساهم في بناء وعي لغوي ومعرفي لدى الجيل الجديد، مؤكدة أن الاستمرار في نشر ثقافة القراءة بين الطلاب يبقى هدفا متجددا كل عام مع انطلاق التحدي.
أشادت سحر مصباح من جمهورية مصر العربية بفوزها بلقب أفضل مشرف في تحدي القراءة العربي 2025، متفوقة على أكثر من 160 ألف مشرف ومشرفة من مختلف الدول العربية، مؤكدة أن هذا الإنجاز هو تتويج لسنوات من العطاء والعمل الدؤوب في غرس حب القراءة بين الطلاب.
وأضافت لـ«الإمارات اليوم» أن تجربتها مع التحدي كانت رحلة ثرية نقلت خلالها شغفها بالكتب إلى طلابها، محولة القراءة إلى نشاط جماعي ممتع يعزز روح الحوار والتفكير النقدي. وذكرت أنها أطلقت أكثر من 24 مبادرة لدعم مسيرة القراءة وتعزيز ثقافة المطالعة في المجتمع التعليمي المصري، حيث ركزت على تحويل القراءة إلى ممارسة يومية ممتعة ومثمرة داخل المدارس.
وأوضحت أن ما يميز تحدي القراءة العربي هو قدرته على بناء جيل عربي مؤمن بقوة الكلمة، مشيرة إلى أن المشرفين يشكلون ركيزة أساسية في هذا المشروع الثقافي الضخم. وعبرت عن تقديرها الكبير لدولة الإمارات على دعمها المتواصل لمبادرات اللغة العربية، قائلة إن التحدي لم يكن مجرد منافسة، بل كان رسالة ثقافية تجمع العرب على حب الكتاب والمعرفة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا