المسلسل الشهير الذي جذب انتباه الجميع بما فيهم رئيس الوزراء البريطاني
الإثنين 31 مارس 2025 - 12:05 م

حقق المسلسل البريطاني القصير "المراهقة"، الذي يتناول قصة مراهق قاتل، نجاحًا كبيرًا هذا الموسم، حيث يتحدث الكل عن هذه الدراما النفسية المثيرة.
حصد المسلسل أكثر من 66 مليون مشاهدة حول العالم خلال الأيام العشرة الأولى من عرضه، الذي انطلق في 13 مارس.
وصفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية العمل المكون من أربعة أجزاء بأنه "الأقرب إلى الكمال" بين الأعمال التلفزيونية التي قُدمت منذ عقود، وهو من تأليف جاك ثورن وستيفن جراهام، ومدة عرضه ثلاث ساعات و50 دقيقة. ماذا عن الاسم؟
"المراهقة" هي المرحلة الانتقالية التي يمر بها الصغار، والتي تُعد عادةً شديدة الصعوبة ومضطربة وغير متوقعة وتتسم بقوة المشاعر، ويصفها المسلسل بأن "هناك أشياء شديدة الجنون تحدث في عقل الطفل" في هذه الفترة.
أما عن نوع العمل، فتدور أحداث المسلسل حول جريمة قتل، مما قد يدفع البعض لوصفه بمسلسل جريمة وإثارة، لكن لا يُتوقع منه غموضاً. يستطيع المشاهد من الحلقة الأولى معرفة "من الذي ارتكب الجريمة؟"، لكنها ليست النقطة الأهم في المسلسل.
إنه ليس حتى مسلسلاً عائلياً أو يدور حول فكرة مرحلة النضوج، بل أقرب أن يكون دراما اجتماعية تطرح سؤالاً: "ما هو تأثير عنف الولد على من حوله؟ وهل هناك شخص مسؤول عن ذلك؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن هو؟".
تدور أحداث المسلسل، المؤلف من أربعة أجزاء، حول الصبي جيمي ميلر (يلعب دوره أوين كوبر) (13 عاماً) الذي يطعن زميلة له في الصف المدرسي. وفي اليوم التالي، عندما اقتحمت الشرطة غرفته وقف والداه (يلعب دورهما ستيفن جراهام وكريستين تريماركو) مذهولين وعاجزين. كما تؤثر الواقعة على أخته الكبرى ليزا (تلعب دورها إيميلي بيز). من خلال جريمة قتل الطالبة كاتي، يستكشف المشاهد نفسية الصبي القاتل، الذي يتضح أنه شديد التأثر بالتنمر والعزلة الاجتماعية وأنماط التفكير الخطيرة.
لكن، لماذا يتحدث الجميع عن المسلسل؟ كانت نقطة الانطلاق لكاتبي المسلسل هي الارتفاع الحاد في معدلات جرائم الطعن بين الشباب في بريطانيا، وكيف يتم تحويلهم إلى متطرفين عبر الإنترنت. يحظى المسلسل بتأثير قوي على المشاهدين، وأحداثه ليست قصة يسهل نسيانها.
أما ما يجعل المسلسل شديد التميز، فهو مكون من أربع حلقات، مدة كل منها ساعة تقريباً، كل منها مصور في لقطة واحدة. يمكن للمشاهد أن يرى حركات كاميرا مذهلة، من خلال الإخراج المهاري على أيدي المخرج فيليب بارانتيني. تطلبت الحركات الكاميرا المذهلة تخطيطاً دقيقاً من جانب الممثلين وطاقم العمل.
أما عن مشكلة الأسرة في العمل، فإن مسلسل "المراهقة" لا يقدم للمشاهد إجابات سهلة. بطل المسلسل لديه والدين يحبانه كثيراً، ولكنهما يجهلان احتياجات ابنهما. يوفران له جهاز كمبيوتر في غرفته، ولكنهما لا يراقبان نشاطه عبر الإنترنت. يتضح أن العالم الرقمي مكان قاس.
ويضم المسلسل عدداً من الممثلين، لكن يبقى اكتشاف المسلسل الأبرز هو – بلا شك – أوين كوبر، المولود في عام 2009. أداؤه في الحلقة الثالثة، الأولى التي صُورت، كان قويًا للغاية.
وفي ذلك الوقت، تسأله الطبيبة النفسية بريوني أريستون (تقوم بدورها إيرين دوهيرتي)، في مركز احتجاز الأحداث، عن ما فعله.
ورسالة المسلسل هي أن هناك العديد من المراهقين في عصر الإنترنت، يحاولون تعويض عدم ثقتهم بأنفسهم عبر العدوانية، وهو أمر قد يكون سامًا ومدمراً.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أشاد بالمسلسل وبالموضوع الذي يدور حوله. ويرى العديد من الآباء والأمهات والمهنيين الذين يتعاملون مع المراهقين أن هناك مشكلة تواجه الأولاد والشباب وتحتاج إلى المعالجة. يقول ستارمر (62 عاماً) الذي يستمتع بمشاهدة المسلسل مع ابنه وابنته "أنا آخذ الأمر بجدية".
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم