البصرة تنعش تراث الزوارق العريق في العراق
الأحد 15 يونيو 2025 - 03:01 م

تعود إلى مدينة البصرة العراقية زوارق تراثية كانت تجوب أنهار البلاد، وذلك من خلال مبادرة محلية تراثية تهدف إلى إحياء الذاكرة البحرية في العراق. هذه المبادرة، التي أطلق عليها اسم مشروع الموروث الملاحي، تجسد محاولة للحفاظ على جزء مهم من تاريخ البلاد.
قاد سكان ومتطوعون تلك الزوارق التقليدية المصممة استناداً إلى تصاميم قديمة من بلاد الرافدين، والتي تتيح لمحبي التراث فهم العلاقة التاريخية بين الإنسان والنهار. منذ تأسيس المشروع في 2017، كان الهدف الرئيس هو إعادة بناء تجربة ملاحية تستخدم نماذج من الحضارات القديمة مثل السومرية والبابلية.
يتعاون المشروع مع متحف البصرة الحضاري، حيث تُعرض بعض القوارب والمجسمات، بالإضافة إلى توفير قوارب مجددة في نادي الملاحة في البصرة. هذه الأنشطة تثير اهتمام العائلات والزوار الذين يتوافدون لقضاء أوقات ممتعة واستكشاف جزء من تراث المدينة.
حتى الآن، أنتج المشروع حوالي 100 زورق تراثي في مختلف مناطق العراق، وذلك بفضل الدعم المتواصل من المؤسسات، بما في ذلك صندوق الحفاظ على الموروث والمجلس الثقافي البريطاني، إضافة إلى التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع. يعتبر التعاون مع مركز المخطوطات والتراث البصري ركيزة أساسية في إنجاح هذا المشروع.
الفنان التشكيلي رشاد نزار سليم الذي يشرف على المشروع يتحدث عن أهمية الموروث الملاحي في وادي الرافدين، ويشير إلى أن القوارب كانت محورية في التجارة والتواصل. وبالرغم من التحديات والظروف، فإن المشروع يسعى للحفاظ على هذه العناصر التراثية التي تميز تاريخ العراق.
أما مدير مركز المخطوطات والتراث البصري، ماجد البريكان، فيؤكد أن العديد من أنواع القوارب القديمة اندثرت بمرور الزمن، ويدعو إلى استدامة الجهود المبذولة لإعادة إحيائها والحفاظ على الإرث الحضاري الذي تشتهر به منطقة جنوب العراق.
مواد متعلقة
المضافة حديثا