المواقع الأثرية تضفي عمقًا تاريخيًا لهوية الإمارات الوطنية
الإثنين 16 يونيو 2025 - 02:54 ص

شهد موسم التنقيب الأثري بجزيرة الغلة في إمارة أم القيوين لعام 2025 سلسلة من الاكتشافات المهمة، التي أسفرت عن حقائق تاريخية جديدة تعيد تشكيل الفهم السائد حول الموقع الأثري، وتظهر أهميته الاجتماعية والاقتصادية والتجارية.
وأكد الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات، أن المواقع الأثرية بالإمارة جزء لا يتجزأ من الهوية التاريخية والوطنية لدولة الإمارات، مشدداً على التزام الدائرة بحماية وتوثيق التراث الثقافي من خلال التنقيب.
وقال إن الاكتشافات الحديثة في جزيرة الغلة تشكل نقلة نوعية في كشف عمق الاستيطان البشري في المنطقة، وتسلط الضوء على نمط الحياة المتكامل الذي عاشه السكان، مشيراً إلى أن المعطيات الجديدة غيّرت النظرة إلى الموقع من كونه مجرد تلة صغيرة إلى مجتمع متطور.
وأظهرت نتائج موسم 2025 أن الموقع الأثري يمتد على مساحة تُقدّر بنحو 0.60 هكتار، ما يفوق التقديرات السابقة بأربعة أضعاف، والتي كانت تصل إلى 0.15 هكتار.
وتشير الدلائل إلى أن الموقع كان يضم قرية تعود إلى العصر الحجري الحديث، عاش فيها ما بين 100 و120 شخصاً، ما يدل على وجود مجتمع مستقر ومنظم.
وتوضح أن جزيرة الغلة شهدت مرحلتين رئيسيتين من الاستيطان المستمر تقريباً بين عامي 4500 و3300 قبل الميلاد.
وتعود المرحلة الأولى إلى الفترة بين 4500 و3800 قبل الميلاد، بينما ارتبطت المرحلة الثانية بعظام حيوان الأطوم التي تعود إلى ما بين 3500 و3300 قبل الميلاد.
وقد تم اكتشاف تكوين أثري فريد لحيوان الأطوم، عبارة عن منصة حجرية بطول 10 أمتار وارتفاع نصف متر تقريباً، شُيّدت باستخدام نحو 40 عظمة من هذا الحيوان، ويعتبر هذا التركيب الأثري هو الوحيد من نوعه والمعروف عالمياً.
وتشير المكتشفات الأثرية بجزيرة الغلة أيضاً إلى مدى تطور الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والتجارية لسكان الجزيرة.
ومن بين الاكتشافات الحديثة، العثور على تسع لآلئ، ما يعكس الأهمية الاقتصادية للجزيرة كأحد أهم مراكز صيد اللؤلؤ خلال الألف الخامس قبل الميلاد.
وكشفت النتائج الأثرية عن تطور الحياة الاجتماعية لسكان جزيرة الغلة، من خلال اكتشاف بقايا عظام أسماك متنوعة، مما يعكس تنوع النظام الغذائي البحري.
كما أظهرت الأدلة قيام السكان باستئناس حيوانات مثل الأبقار والماعز والأغنام لاستخدامها في إنتاج الحليب، بالإضافة إلى تربية الكلاب للصيد والحراسة.
ويشكّل موقع الغلة نقطة وصل حيوية في شبكة من التبادل التجاري الإقليمي، ويعكس الموقع الاستراتيجي للجزيرة انفتاحه على الحضارات المجاورة عبر العصور.
حيث تشير الدلائل الأثرية الحديثة إلى العثور على سنارات صيد ذات تقنيات تصنيع متميزة تُنسب إلى شمال عُمان، بالإضافة إلى كسر من الفخار من بلاد الرافدين.
باشرت دائرة السياحة والآثار أعمال البحث العلمي والتنقيب الأثري في جزيرة الغلة بأم القيوين بتعاون مشترك بين الدائرة والبعثة الفرنسية.
وفُعّل الموسم الأول في الفترة من سبتمبر إلى أكتوبر من عام 2024، ونُفّذ الموسم الثاني في شهري أبريل ومايو من عام 2025، ليشكل المشروع محطة محورية في إعادة قراءة تاريخ جزيرة الغلة.
تم العثور على 9 لآلئ حديثاً، مما يعكس الأهمية الاقتصادية للجزيرة كأحد أبرز مراكز صيد اللؤلؤ خلال الألف الخامس قبل الميلاد.
رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين: الاكتشافات الحديثة في جزيرة الغلة تشكل خطوة نوعية في كشف عمق الاستيطان البشري في المنطقة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا