إعادة تشكيل المشهد الكوري الجنوبي بسبب صراع السلطة الداخلي والخارجي
الإثنين 12 مايو 2025 - 08:48 ص

تشهد كوريا الجنوبية حالياً مرحلة حرجة وسط أجواء سياسية مضطربة نتيجة العزل الدستوري للرئيس السابق، يون سوك يول. هذا الوضع أدى إلى احتجاجات عارمة وفوضى داخلية، مع توقعات أن انتخابات يونيو قد تأتي بتغيير سياسي جوهري.
الأزمة السياسية أعادت الذاكرة إلى عصور الاستبداد، وزادت من الانقسام الداخلي بين الأطراف السياسية. وفيما تتجه الأنظار نحو الانتخابات المبكرة، يتحدث كثيرون عن إمكانية فوز الحزب الكوري الديمقراطي بقيادة لي جاي ميونغ، والذي ظل صامداً رغم التحديات القانونية التي تواجهه.
فيما يتعلق بالحزب الحاكم، يعيش انقسامات داخلية كبيرة، حيث استقال الرئيس المؤقت هان دوك سو، وقرر عضو البرلمان يو سونغ مين الترشح كمستقل، ما أدى إلى تشتت في أصوات المحافظين. وقد ألغى الحزب في بادئ الأمر ترشيح كيم مون سو، واختار هان دوك سو كمرشح جديد.
وفي ظل الفوضى السياسية الحالية، تتعالى الأصوات للمطالبة بإصلاحات دستورية تحد من صلاحيات الرئيس. ويتفق قادة من القوى السياسية المتعارضة على هذا الإصلاح، بمن فيهم رئيس الجمعية الوطنية ووي وان شيك وهونغ جون بيو.
أما العلاقات الخارجية، فتعتبر أكثر تعقيداً. كان الرئيس السابق يون سوك يول محبوباً من إدارة الرئيس الأميركي السابق بايدن، بفضل سياسته المتشددة تجاه كوريا الشمالية. لكن يبدو أن ميونغ يفضل سياسة أكثر براغماتية تتماشى مع توجهات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.
ميونغ يتبع سياسة مزدوجة تجمع بين الردع العسكري والحوار الدبلوماسي مع كوريا الشمالية. ولقد أكد مؤخراً على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية، بينما شدد أيضاً على ضرورة الحفاظ على قنوات التواصل مع الشمال الكوري.
تواجه سيؤول وواشنطن تحديات في علاقتهما المستقبلية. فقد أشار ترامب في مكالمة مع الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية إلى إمكانية سحب القوات الأميركية من البلاد، مطالباً بزيادات مالية كبيرة في مساهمات الدفاع.
لا تزال العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين سلبية، على الرغم من التكهنات بوجود نية لبكين لتشجيع الاستثمار عبر تخفيف العقوبات غير الرسمية. وإذا لم تتفاوض واشنطن على تخفيف القيود التجارية، فقد تتجه الحكومة الكورية الجنوبية نحو التطبيع مع الصين.
انتقاد ميونغ لدفع يون سوك يول نحو الناتو يعكس تفضيلاً لنهج أكثر براغماتية في التعاملات الدولية، خاصة مع نقص الدعم الأوروبي في الصراعات الإقليمية.
كوريا الجنوبية تقف على شفا مرحلة مصيرية ستحدد مستقبل الديمقراطية في الداخل وموضعها الجيوسياسي بين القوى الكبرى. ومع بدء محاكمة الرئيس المعزول، تتزايد المطالبات بمحاسبة داعميه، ما قد يؤدي إلى تغيير جذري في المشهد السياسي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا