إماراتية تطمح لتحويل كل منزل في الوطن إلى حديقة خضراء

الأربعاء 16 يوليو 2025 - 01:20 ص

إماراتية تطمح لتحويل كل منزل في الوطن إلى حديقة خضراء

راشد مطر

في عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة اليومية وتزداد الضغوط والمسؤوليات، اختارت خبيرة الزراعة، الإماراتية إيمان المري، العودة إلى سحر الطبيعة وألق الأرض والنباتات، لتحول شغف طفولتها السعيدة إلى مشروع مُلهِم يُرسّخ مفهوم الزراعة كأسلوب حياة.

بدءاً من مراقبة والدتها في حديقة البيت، وصولاً إلى تأسيس مشروعها البيئي المستقل، أيقنت إيمان بأن الزراعة ليست رفاهية، بل هي مصدر للسكينة النفسية، ووسيلة لبناء وعي مجتمعي بالاكتفاء الذاتي والاستدامة، ونجحت في نشر رسالتها التعليمية بين الكبار والصغار، مقدمة عشرات الورش التي تشرح كيف يمكن لزراعة نبتة واحدة أن تفتح أبواباً للمعرفة والتوازن النفسي.

وفي حديثها عن بدايات شغفها بالزراعة، تطرقت إيمان إلى ذكرياتها ومشاهدتها لأمها في حديقة المنزل، مؤكدة أن هذا أثّر بشكل كبير على حبها للنباتات والأرض، وزرع في نفسها الطمأنينة والراحة.

تقول إيمان أنها اختارت الزراعة كمجال للتخصص والعمل لاحقاً، ومشاركة الآخرين هذه التجربة الإنسانية، التي تعزز من المجتمع وتثريه، متغلبة في مسارها على الكثير من التحديات التي واجهتها.

واجهت إيمان تحديات من بينها النظرة التقليدية للزراعة كعمل بسيط أو جهد ينفذه المتخصصون، ومع ذلك مضت قدماً لتحقيق التناغم بين دورها كأم واهتماماتها في الورش والعمل الميداني.

بفضل تصميمها على نشر ثقافة تأسيس المزارع المنزلية، حققت إيمان نجاحات ملموسة في مجال الزراعة المنزلية، وبدأت مشروعها "ازرع مع أيمي"، مؤكدة أن الزراعة ليست مجرد منتجات بل أسلوب حياة.

تفصيلاً، تحرص إيمان على تقديم ورش تعليمية تمكّن الأفراد من زراعة حتى نبتة واحدة في حدائقهم الشخصية، مركزة على أهمية التربة الحية لتحسين جودة الزراعة بدون الاعتماد على المواد الكيميائية.

تؤكد إيمان من خلال ورشها أن المتعة تكمن في اكتشاف الأفراد، كباراً وصغاراً، طرق زراعة النباتات وتحسين التربة، مشيرة إلى أهمية اتخاذ خطوات بسيطة لتحقيق أهداف الاستدامة.

تقدم إيمان نصائح للمبتدئين في مجال الزراعة، بدءاً من اختيار نباتات سهلة الرعاية وعدم التركيز على المساحة المتاحة، موضحة أن الزراعة لا تحتاج إلى مجهود كبير بل إلى معرفة واهتمام.

تلفت إيمان إلى الأثر النفسي الإيجابي للزراعة، معتبرة أنها تقدم نوعاً من التواصل مع الحياة، ومؤكدة أن التعب الناتج عن هذه الممارسة له مذاق مختلف عن النشاطات الأخرى.

تشيد بمستقبل الزراعة المنزلية في الإمارات في ظل الدعم الحكومي لتحقيق الرؤية البيئية والاستدامة، وتحث على زيادة الوعي والرغبة في تجربة الزراعة المستدامة.

وفي النهاية، ترى إيمان أن تجربة الزراعة تفتح آفاقاً واسعة للمعرفة والاكتشاف، فالبدء بنبتة واحدة في شرفة المنزل قد يكون البداية للتغيير والمحافظة على البيئة والصحة العامة.


مواد متعلقة