٧ من كل ١٠ في الإمارات يطالبون بتعزيز الأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 06:17 م
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة دي مونتفورت دبي، أن غالبية سكان الإمارات يطالبون بضرورة زيادة التوعية حول الاستخدام الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضحت النتائج أن السرعة الفائقة في تطوير واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، قد زادت من شعور الأفراد بالمسؤولية تجاه تأثير هذه التكنولوجيا على حياتهم العملية والشخصية.
ناقشت الدراسة كيفية استجابة الأفراد من مختلف الفئات العمرية للتحولات التي يحدثها الذكاء الاصطناعي، بدءًا من الاستخدامات اليومية لهذه التقنية ووصولًا إلى توقعات المؤسسات التعليمية وأصحاب العمل خاصة في ظل الاقتصاد الرقمي الذي يشهد نموًا سريعًا. وبهذا تقدم الدراسة تحليلًا واضحًا للتوجهات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتعليم وفرص العمل في الإمارات.
أشارت الدراسة إلى أن 60% من المشاركين يستخدمون أدوات مثل "شات جي بي تي"، "جيميني"، أو "كوبايلوت" لأغراض التعلم وحل المشكلات أو أداء المهام العملية. وقد أكّد 72% منهم على الحاجة لتعزيز الوعي والتعليم حول استخدام هذه التقنيات على نحو أخلاقي ومسؤول.
ورغم أن 59% من سكان الإمارات يشعرون بالثقة عند دخولهم سوق العمل بعد التخرج، إلا أن هذه النسبة تقل إلى 44% بين الشباب من 18 إلى 24 عامًا، مما يبرز أهمية تعزيز دور المؤسسات التعليمية في تجهيز الخريجين لمواكبة التغيرات السريعة في مختلف القطاعات.
وأفاد ثلثا المشاركين في الدراسة أن أدوات الذكاء الاصطناعي تجعل الحياة اليومية أكثر سهولة. لكن 47% منهم أبدوا قلقهم من أن الاعتماد المفرط على هذه التقنيات قد يقلل من مهارات التعلم والتفكير النقدي.
العلاقة بين سكان الإمارات والذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر تفاعلية، إذ تجاوزوا مرحلة الفضول والاستكشاف إلى مرحلة أكثر عمقًا مبنية على القيم. وأظهرت الدراسة أهمية القدرة الإنسانية ضمن السياق السريع لتأثيرات الذكاء الاصطناعي على جوانب الحياة المختلفة.
الدراسة أفادت أن أكثر من نصف المشاركين زودتهم تجربتهم الجامعية بمهارات عملية يستخدمونها حتى خارج مجالات تخصصهم الخاصة، مما يؤكد على أهمية الإبداع والتواصل والمرونة وحل المشكلات في بيئات العمل الحديثة.
على الرغم من قلة الثقة بين الشباب في دخولهم سوق العمل، تعمل جامعة دي مونتفورت دبي على سد هذه الفجوة من خلال نظام تدريسي مبتكر يسمى "التدريس بنظام الكتل". وقد لقي هذا النموذج استحسان قوي من المشاركين في الدراسة، حيث أكد 52% أن التركيز على مادة دراسية واحدة في كل كتلة يعد أسلوبًا تعليميًا أكثر فعالية.
جامعة دي مونتفورت دبي تركّز على دمج استخدام البرمجيات التوليدية بشكل مبتكر في مناهجها الدراسية، في سبيل تزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة لاستخدام هذه التقنية بشكل مبتكر وأخلاقي.
وأضافت نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي بجامعة دي مونتفورت أن نتائج الدراسة تسلط الضوء على أهمية استخدام الجامعات لقوة الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول.
وفي معرض حديثه عن التحديات المستقبلية، أشار نائب الرئيس الدولي لجامعة دي مونتفورت إلى أهمية تحديد المهارات الفريدة التي تجعل خريج الجامعة متفوقًا في عالم يهيمن فيه الذكاء الاصطناعي.
أجاب نائب الرئيس بأن المفهوم الرئيسي يكمن في تعزيز القدرات العميقة لدى الطلبة، حيث يتيح نموذج التدريس الحالي للطلبة فرصة التعمق في مادة واحدة، وهو ما يمكنهم من تطوير خبرة تتجاوز المعرفة السطحية، وتعلم كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع التنمية المهارات الإبداعية والنقدية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا