خبراء يزعمون اكتشاف نصف الكون المفقود لأول مرة

السبت 19 أبريل 2025 - 10:54 ص

خبراء يزعمون اكتشاف نصف الكون المفقود لأول مرة

راشد مطر

في تطور لافت في مجال الفلك، أعلن فريق دولي من علماء الفلك والفيزياء الفلكية عن تحديد النصف المفقود من المادة المرئية في الكون. هذا الاكتشاف يحل لغزًا حير العلماء لسنوات طويلة، حيث تبيّن أن هذه المادة كانت مختبئة في سحب ضخمة غير مرئية من الهيدروجين المتأين.

تُحيط هذه السحب بالمجرات وتتمدد على مسافات أبعد مما كان يُعتقد سابقًا، وفقاً للاكتشاف الجديد الذي استُخدمت فيه تقنية مبتكرة تعتمد على "تكديس" بيانات ضوء الخلفية الكونية الميكروية.

توصل العلماء إلى أن هذه السحب أو "هالات الهيدروجين" تشكل النصف المفقود من المادة الباريونية، تلك المادة الطبيعية التي تكوّن النجوم والكواكب والكائنات الحية. يُعد هذا التحليل اختراقًا علمياً يُعيد تشكيل فهمنا لبنية الكون.

ووفقاً لموقع "sciencealert"، تذكر عالمة الفلك بوريانا هادزيسكا من جامعة كاليفورنيا، بيركلي: "نعتقد أنه بمجرد الابتعاد عن المجرة، يمكننا استرجاع كل الغاز المفقود."

تؤكد بوريانا على أهمية التحليلات الدقيقة بالمحاكاة قصد التأكد من النتائج، رغم أن الفريق لم يجرِ تحليلًا كاملاً بعد. ويواصل الفريق عمله لإجراء هذه التحليلات بعناية فائقة بهدف استكشاف كل التفاصيل.

لقد شك العلماء لوقت طويل بوجود هذه المادة على شكل ضباب كوني من الهيدروجين بسبب كثافته المنخفضة وسطوعه الخافت، مما يصعب من رصده في الفضاء بين المجرات.

لكن الفريق استفاد من الظاهرة الحركية Sunyaev-Zel'dovich لرصد تغييرات دقيقة في ضوء الخلفية الكونية، وبالتالي تحديد أماكن هذه السحب. وهذا الاكتشاف يُعد خطوة مهمة في هذا السياق.

صرح عالم الكونيات سيموني فيرارو بأن "الخلفية الكونية الميكروية تمثل الحافة البعيدة لما نراه في الكون، ويمكن استخدامها كخلفية ضوئية للكشف عن مكان الغاز."

جمع الفريق بيانات من أكثر من مليون مجرة حمراء ضمن نطاق يبلغ 8 مليارات سنة ضوئية من درب التبانة، وقام بتكديس الصور لاكتشاف الإشارات الخافتة.

أظهرت النتائج أن هالات الهيدروجين أكبر بكثير مما كان متوقعًا، ربما حتى تتعدى قدرة أجهزة الرصد الحالية. هذا التقدم في التقنية يفتح آفاقًا جديدة لعلوم الفلك.

فيرارو أكد بقوله: "القياسات تتماشى تماماً مع فكرة أننا وجدنا كل الغاز." ومع ذلك، فتح الاكتشاف بابًا لأسئلة جديدة تتعلق بدور الثقوب السوداء الهائلة في قلب المجرات.

قد تُطلق هذه الثقوب الغازات إلى الفضاء بين المجرات بفعل نشاطها المتقطع، مما يوقف عمليات تشكّل النجوم ويساهم في تطور المجرات بطرق غير متوقعة.

يعتقد الباحثون أن نتائج الدراسة تشكل خطوة مهمة لفهم بنية الكون وتطور المجرات، وتدعم الجهود العلمية لحل لغز المادة الباريونية المفقودة.

أشارت الورقة البحثية إلى أن "فهم العلاقة بين الغاز والمادة المظلمة يسهم في التحليلات المستقبلية لعلم الكون، كما يعزز فهمنا لتكوّن وتطور المجرات."


مواد متعلقة