انتصارات متتالية لديكابريو في عالم السينما

يُعد فيلم "وان باتل آفتر أناذر - معركة تلو الأخرى" للمخرج بول توماس أندرسون، واحداً من الأحداث السينمائية البارزة لعام 2025. يجمع الفيلم بين الإمكانيات الفنية والتجارية، ويعيد النجم ليوناردو ديكابريو للأضواء.

الفيلم يستند إلى رواية "Vineland" للكاتب توماس بينشون، ويثير من خلاله أندرسون تساؤلات حول الثورة والهوية والعائلة، مؤكدًا على قدرة السينما على الجمع بين الفن والتجارة بنجاح.

يتنقل الفيلم بين الماضي والحاضر، ليبرز مدى تأثير التاريخ على حياة الأفراد. يعكس التشظي الزمني تعقيدات الانفصال عن ذاكرة الثورة.

الفيلم يتناول قصة بوب فيرغسون، الذي يجسد ليوناردو ديكابريو، والذي يعيش صراعًا داخليًا بين دوره كثائر سابق ودوره كأب، معبرًا عن عبء الإرث الثوري الذي ينتقل عبر الأجيال.

شخصية الكولونيل لوكجاو، التي يقوم بها شون بن، تجسد العنف المؤسسي الذي يتخطى المواجهة العسكرية ليشمل السيطرة الرمزية والثقافية، ما يمنح الفيلم بعدًا فوكويًا في تحليل السلطة.

استخدم أندرسون لغة بصرية ثرية بالمتناقضات، تمزج بين مشاهد الأكشن ولحظات الهدوء، لتعبر عن الصراع بين الذاكرة والوعي.

الموسيقى التصويرية التي أعدّها جوني غرينوود تضيف بعدًا دلاليًا، تعكس الصراع بين التوتر الخارجي والانكسار الداخلي للشخصيات.

اقتصاديًا، حظي الفيلم بميزانية ضخمة تراوحت بين 130 و175 مليون دولار، وحقق إيرادات جيدة في عطلة افتتاحه تجاوزت 22 مليون دولار محليًا.

حقق الفيلم مداخيل عالمية بلغت 48.5 مليون دولار خلال الأيام الأولى. هذا النجاح يعكس قدرته على الجمع بين العمق الفني والجاذبية الجماهيرية.

نال الفيلم إشادات واسعة من النقاد، حيث حصل على 98% من المراجعات الإيجابية. أثنى النقاد على أداء ديكابريو وشون بن، وعلى الإخراج الذي جمع بين الملحمة والحس الإنساني.

بالرغم من بعض الملاحظات على طوله وتعدد شخصياته، إلا أن العمل اعتُبر قيمة مضافة لمسيرة أندرسون وللسينما السياسية المعاصرة.