مستقبل المجلات: ضخامة وانتشار رقمي بدل الصفحات التقليدية

أمضى الصحافي الأميركي غرايدون باركر أكثر من خمسين عامًا في حقل الصحافة المكتوبة، وشغل في مسيرته الطويلة منصب رئيس تحرير مجلة «فانيتي فير». تحدث الصحفي المخضرم عن التحديات المستقبلية التي تواجه المنشورات المختلفة، مؤكدًا أنها ستصبح منشورات ضخمة مملوءة بالصور. كما أجرى موقع «إل بايس» حوارًا معه حول الموضوع.

يتجه باركر في كتابه للإشادة بالعصر الذهبي للصحافة المطبوعة، ويتساءل حول سبب تراجع شعبيتها، إذا ما كان بسبب الإنترنت، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو ربما الإعلام التقليدي. حيث يرى أن العوامل مجتمعة قد أثرت، خاصة منذ عام 2008 عندما بدأت الإنترنت تهيمن على الصحافة المطبوعة مع الأزمة المالية التي أثرت سلباً.

يذكر باركر أن الشركات الكبرى حينها سحبت إعلاناتها من وسائل الإعلام، مما أدى إلى تدهور قطاع المجلات. في مدينة نيويورك وغيرها، كانت أكشاك الجرائد ظاهرة منتشرة، لكنها بدأت بالاختفاء تدريجيًا واليوم بات من الصعب وجودها في الشوارع.

حول بقاء المجلات، يُعبر باركر عن ثقته بأنها ستستمر، ولكن بشكل مختلف عما عرفناه سابقًا. يؤكد أن المجلات الحديثة ستكون كبيرة الحجم، عالية الجودة، تشبه الكتب أكثر من المجلات التقليدية. وأشار إلى نمو صناعة المجلات في أوروبا مقارنة مع الولايات المتحدة، حيث يرى العديد منها في المملكة المتحدة وفرنسا.

كان باركر واحدًا من أوائل الصحافيين الذين لاحظوا دونالد ترامب في الثمانينات عندما كان مهتمًا بالعقارات، وكتب مقالا عنه في مجلة «جي كيو». واليوم يعلق باركر على ما فعله ترامب منذ توليه الرئاسة، منتقدًا سياساته وقراراته.

حول علاقته بترامب، يوضح باركر أن تلك العلاقة امتدت لسنوات طويلة، وكانت متقطعة. ويتذكر كتابات ترامب عنه على «تويتر». الآن، يرى نفسه سعيدًا بأن انتقادات ترامب باتت توجَه لآخرين غيره، حيث أصبح له أشخاص يفعلون ذلك بالنيابة عنه.

عدد من الشخصيات البارزة غادرت الولايات المتحدة بعد صعود ترامب، وباركر، الذي يحمل الجنسية الكندية أيضًا، انتقل للعيش في جنوب فرنسا. يعبر عن شعوره بالخجل كأميركي، مستفيدًا من جواز السفر الكندي أثناء سفرياته عبر أوروبا، مشيرًا إلى الإنزعاج الذي شعر به الكثيرون في عهد جورج بوش.

وحول من يود رؤيتهم على غلاف مجلة «فانيتي فير» اليوم، يعترف باركر بصعوبة الوضع خاصة مع استخدام المشاهير لوسائل التواصل من دون الغموض الذي كان يحاط بهم سابقًا. ومع ذلك يعتبر أن سيدني سويني، الممثلة المثيرة للجدل، ستكون شخصية غلاف مميزة للمجلة.