9 مؤلفين يناقشون دور الثقافة في بناء المجتمع

السبت 29 نوفمبر 2025 - 02:39 ص

9 مؤلفين يناقشون دور الثقافة في بناء المجتمع

احمد الشعالى

في إطار سعيها لتعزيز المحتوى العربي، وتقديم المعرفة كركيزة أساسية لبناء مجتمع متكامل وذاتي، أطلقت مكتبة محمد بن راشد كتابًا يحمل عنوان "الثقافة ودورها في بناء المجتمع: تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة". هذا الكتاب جاء ثمرة لجهود تسعة مؤلفين إماراتيين حرصوا على رفد المكتبة العربية بإصدارات تواكب مكانة دولة الإمارات كمحور إقليمي للمعرفة. يأتي هذا العمل ضمن مبادرات "عام المجتمع 2025" تحت شعار "يداً بيد"، ليبرز الكتاب الدور المحوري للثقافة في تعزيز قيم الوحدة المجتمعية، تنمية العمل التطوعي، وتطوير الإنسان. هذه القيم تتماشى مع مسار الدولة الوطني الممتد من "رؤية الإمارات 2021" إلى "نحن الإمارات 2031" وانتهاءً إلى "مئوية الإمارات 2071". شارك في هذا الكتاب عدد من الاكاديميين والخبراء الذين قدموا رؤى علمية عن النهضة الثقافية في الإمارات. ومن بينهم محمد أحمد المر، والدكتور محمد سالم المزروعي، والدكتور حسنين توفيق إبراهيم، وآخرون. وقد تناول الكتاب العديد من المحاور، منها دور القيادة الرشيدة في تعزيز الثقافة وتوجيهها نحو سياسات فعلية. الكتاب يناقش أيضًا دور المؤسسات الثقافية في تقديم الخدمات المجتمعية، إضافة إلى التأثير الكبير للتعليم والإعلام في نشر الثقافة. ويبرز أهمية المكتبات العامة مثل مكتبة محمد بن راشد في دعم التعليم والتفاعلات الثقافية. ويتناول أيضًا حضور الثقافة الإماراتية في السياسة الخارجية وتأثير التقنيات الحديثة على مشهدها الثقافي. في فعالية إطلاق الكتاب، تحدث الدكتور محمد سالم المزروعي قائلاً: "هذا الكتاب يعد ترجمة لالتزامنا الوطني في تعزيز الحراك الثقافي ودعم الهوية الوطنية". وأشار إلى أن الكتاب يقدم تجربة فكرية مستوحاة من مسيرة الإمارات في بناء مجتمع مزدهر ومبدع يقوم على الشراكة. من جانبها، تطرقت الدكتورة بديعة خليل الهاشمي للثقافة الإماراتية في ظل التحولات الرقمية، وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي غزا جميع المجالات، بما في ذلك الثقافة. وناقشت التوازن بين الاستمرارية والتغيير في الثقافة الإماراتية، وأثنت على مرونتها وانفتاحها الدائم على الثقافات الأخرى. الدكتور سعيد حسن علي تناول الثقافة كأداة للقوة الناعمة للدولة، وتحدث عن الدبلوماسية الثقافية التي تقدمها الإمارات على الساحة العالمية. واستشهد ببعض المواقع الأثرية التي تعكس التراث الحضاري للدولة. كما تناول مكانة اللغة العربية وأهمية ثقافة القراءة في بناء مجتمع معرفي واع. أكد علي عبيد الهاملي أن الكتاب يمثل إضافة نوعية لأنه يبرز الثقافة كأداة أساسية في بناء المجتمع. مشيرًا إلى أن هذا الجانب لم يتم تناوله سابقًا بشكل مفصل كربط الثقافة بتطور المجتمع. وأوضح أن القيادة في الإمارات أعطت دعمًا كبيرًا للجانب الثقافي. واختتمت الجلسة بتأكيد الحضور على أن الثقافة في الإمارات لم تظهر من العدم، بل نبعت من اهتمام الشعب وأكملت الدولة هذا المسار بدورها المحوري في تعزيز الثقافة. والنتيجة هي مجتمع نابض بالحياة والثقافة، يطمح دوماً إلى العالمية والانفتاح.

مواد متعلقة