محمد جاسم الريس في مدرسة أبي: ذاكرة تفيض بالوفاء والحنين

الثلاثاء 22 يوليو 2025 - 02:29 ص

محمد جاسم الريس في مدرسة أبي: ذاكرة تفيض بالوفاء والحنين

راشد مطر

لم يكن كتاب مدرسة أبي للكاتب الإماراتي محمد جاسم الريس مشروعاً مخططاً له. جاء نتيجة حالة وجدانية ملهمة شعر بها عندما أدرك أن ذاكرته لا تحمل كل يومياته مع والده الراحل. بدأ بتدوين تلك اللحظات على الورق، وأطلق الكتاب في مكتبة محمد بن راشد بدبي مؤخراً.

على مدى سنتين، حوّل الريس تلك التدوينات إلى كتاب يعكس علاقته بوالده. يبرز القيم الإماراتية الأصيلة في قالب إنساني عميق ويدعو للتأمل في العلاقات الاجتماعية بين الآباء وأبنائهم.

حول تحويل الذكريات إلى كتاب يقول الريس: لم أكن أديباً، لكن بعد وفاة والدي قبل سنوات كنت أرافقه دوماً سواء في الدراسة أو العمل. بدأت بتدوين ذكرياتي خلال سفري الذي يأخذ ساعات طويلة في الطائرة كتوثيق لي. وصلت الكلمات لعشرة آلاف وقررت توثيقها في كتاب يحمل الدروس.

أضاف الريس: ترددت بداية فأنا رجل أعمال، لكن تواصلت مع دار النشر وتحولت التدوينات إلى كتاب مليء بمواقف لا يغادر الذاكرة.

الريس دائماً ما يبحث في زوايا الحنين لأصدقاء والده، لأنه يحب الحديث عنه معهم. يكتب ليقتل شعور الوحدة ويتحدث لنفسه عن والده، مسترجعاً الكثير من الدروس والمواقف التي شكلت محطات في حياته.

يشير إلى أن الكتاب لا يحمل الذكريات فقط، بل يمكن للقارئ تعلم الدروس حول العلاقة مع الوالدين. يختصر شخصيته بعبارتين: الشدة والرحمة.

يصف الريس طريقة والده في التربية بأنها توفر حياة كريمة، لكن عليه اكتساب الرفاهية بنفسه. حين تخرج وبدأ العمل مع والده وظفه في المستودعات رغم انزعاجه وقتها، لكنه أدرك لاحقاً أهمية الخطوة.

يرى الريس أن نظرة الأبناء للآباء تتغير مع النضوج، سعى لتوثيق هذا في الكتاب، موضحاً أن الأبناء تتبدل أفكارهم مع التقدم بالعمر.

يسعى لتربية أبنائه بالأسلوب نفسه بما يتماشى مع العصر الحالي، ويشدد على ضرورة التربية المتوازنة لإنشاء جيل قوي.

أعلن الريس أنه يعد لكتاب ثانٍ بعنوان 50 سنة و100 دولة من خلال أسفاره إلى أكثر من 100 دولة. سيركز على التحولات الجوهرية والمآسي التي شهدتها.

كما سيشمل الكتاب الجديد تجربة زيارته لأحد أخطر الأحياء في العالم التي كانت تعد معقلًا لبابلو أسكوبار وشهدت عدداً كبيراً من القتلى.

يلفت الريس إلى التقدم الذي حققته دبي في شتى المجالات. مشيراً إلى أن الكتابة بالنسبة له تحولت من حالة تفريغ إلى حالة توثيقية.

نُظم حفل توقيع لكتاب مدرسة أبي لمحمد جاسم الريس في مكتبة محمد بن راشد، وتناول فيه الأسباب التي دفعته لتحويل ذكرياته إلى كتاب.

استعرض الريس المجال الذي يعمل به وهو مجال السفريات، مشيراً إلى استمرار عمل الشركات بالتطور التكنولوجي لارتباطها بمؤسسات.

ويسترجع في الكتاب الكثير من الدروس التي تعلمها من والده، كذلك المواقف التي شكلت محطات في حياته.

يقول الريس بعد وفاة والده بأكثر من سنتين مازال يبحث عن أصدقائه، لأنه يحب من يشاركه الحديث عنه.


مواد متعلقة