مقاطع ريلز: خطر التسلية السامة للأطفال بمحتوى التعصب
الثلاثاء 24 يونيو 2025 - 05:06 ص

تُعتبر مقاطع الـ«ريلز» مؤثرة بشكل كبير على الأطفال من عدة جوانب بسبب طابعها الترفيهي وما تحمله من لحظات كوميدية.
من أبرز التحديات التي تواجه الأطفال في التعامل مع هذه الظاهرة هو تعرضهم لمحتوى غير لائق، مثل مقاطع التي تعزز فكرة التعصب، إلى جانب أثرها على صحتهم النفسية وعلاقاتهم الاجتماعية إذا تعرضوا لمحتوى سلبي يدفعهم إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين، أو إذا تمت مشاهدتها لفترات طويلة بدلاً من قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
تتراوح مدة مقاطع الـ«ريلز» بين 15 و60 ثانية وتنتشر بشكل واسع في منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتيح للمستخدمين التعبير عن إبداعهم من خلال إضافة الموسيقى والتأثيرات وغيرها من العناصر التفاعلية. لكن هناك آباء رصدوا مؤخراً تأثيرات سلبية تحرف الأطفال عن القيم الأساسية، مؤكدين أن بعض المقاطع تُثير روح التعصب والعدوانية.
يشير أحد الآباء إلى أن متابعته لطفله وهو يشاهد مقاطع «ريلز» تركز على الأسئلة المتعددة وتطلب منه إختيار إجابة معينة قد تحتوي على عناصر تحث على الكراهية.
وفيما يخص معالجة هذه المشكلة، يجب على المعنيين مخاطبة الشركات المسؤولة عن التطبيقات لتنظيم محتوياتها.
أشارت عبير السيد إلى أن بعض المحتويات التي تظهر لأطفالها تكون «غير مناسبة»، معربة عن قلقها من تلك المقاطع الترفيهية التي تتضمن أفكاراً إقصائية. تضيف أنه يجب على المنصات تنفيذ إجراءات لحجب مثل هذه المحتويات السلبية.
ومن ناحيته، يعبر علاء إبراهيم عن انزعاجه من مشاهدة محتوى موجه للأطفال يبدو ظريفاً ولكنه يحمل بذور الكراهية والأحكام المسبقة.
وأوضح أن الفضول يدفع الأطفال إلى الانغماس في ألعاب ومقاطع مضحكة قائمة على التنمر وتصوير الآخرين بشكل سلبي.
أوضح رئيس لجنة التعليم والثقافة والشباب في المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور عدنان حمد الحمادي، أن القانون الإماراتي لا يعالج فقط التعامل العقابي لمرتكبي المحتوى الضار، بل يشمل أيضاً الوقاية والتوعية من خلال التشريعات والمناهج والرقابة المجتمعية.
أضاف الحمادي أن المؤسسات التعليمية تشكل الأساس في تنمية وعي الطفل وتوجيهه لاحترام الآخرين، ما يحد من تأثير أي محتوى سلبي قد يشاهده، ويخلق درعاً فكرياً وأخلاقياً يحميه على الأمد البعيد.
من جهة أخرى، أكدت الدكتورة نعيمة العبّار عضو جمعية الإمارات لحماية الطفل أن بعض محتويات وسائل التواصل الاجتماعي تكون مفيدة، بينما يحتوي بعضها الآخر على مشاهد عنف أو تنمر أو كلام جارح يمكن أن يتسرب إليها عدوانية الطفل.
أضافت أن الأسرة هي المدرسة الأولى للقيم والسلوك، وعندما نخصص الوقت للجلوس مع أبنائنا لنتناقش ونسألهم، نكون بإرشادنا نساعدهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية.
أكدت الدكتورة شهد عيسى الحمادي، رئيسة اللجنة الاجتماعية بجمعية الإمارات لحماية الطفل، على أهمية استماع الآباء للأطفال والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ومشاعرهم.
كما شددت على أهمية تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية عند الأطفال، والتي تساعدهم في تقبل الآخرين والتفاعل بشكل إيجابي مع الآراء والثقافات المختلفة.
تشير إلى أن التحكم في المحتوى الذي يتم تقديمه للأطفال بواسطة مقاطع الـ«ريلز» يمكن أن يكون تحدياً، نظراً لطبيعته العشوائية. بيد أنها تقترح استراتيجيات مثل تحديد وقت الشاشة وتشجيع الأنشطة البديلة.
قال المستشار القانوني في جمعية الإمارات لحماية الطفل، عبدالرحمن غانم، إن القانون الإماراتي الخاص بالجرائم الإلكترونية وقانون حماية الطفل يعاقب على نشر محتوى يشجع على العنف أو يسئ للأطفال.
وهذه القوانين تعطي الحق في منع نشر أي محتوى مسيء أو عنيف ومحاكمة المسؤولين عنه.
يمكن للآباء اتخاذ العديد من الخطوات لحماية الأطفال من المخاطر المحتملة لمقاطع الـ«ريلز».
تشمل هذه الخطوات مراقبة الأنشطة على الإنترنت، وحدود الوقت المخصص لمشاهدة المقاطع.
توعية الأطفال بالمخاطر المحتملة على الإنترنت وكيفية الاستخدام الآمن يعد كذلك جزءاً مهماً من الحماية.
أدوات الرقابة الأبوية يمكن أن تساهم بشكل فعال في تحديد المحتويات التي يمكن للأطفال الوصول إليها وتساعد في توفير بيئة آمنة لهم أثناء استخدامهم للإنترنت.
مواد متعلقة
المضافة حديثا