أوكرانيا تحت نيران روسيا تواجه خطر فقدان أراضيها

الإثنين 22 ديسمبر 2025 - 03:05 ص

أوكرانيا تحت نيران روسيا تواجه خطر فقدان أراضيها

ناصر البادى

تواجه الحكومة الأوكرانية الآن قراراً صعباً حيث تجد نفسها في مواجهة القصف الروسي المتواصل من جهة، و«السندان» المتمثل في التخلي عن أراضٍ أوكرانية سيادية تعد جزءاً من هويتها الثقافية من جهة أخرى.

وتوجد مؤشرات على أن أوكرانيا قد تفكر في التخلي عن بعض المناطق حالياً لصالح السيطرة الروسية، شريطة حصولها على ضمانات أمنية قوية في حال تم تجديد الهجوم الروسي.

لكن أوكرانيا لا تزال تسعى للحفاظ على الجزء المتبقي من منطقة «دونباس»، الذي قامت بتحصينه بعناية فائقة، أو تحاول على الأقل تجنب الاعتراف به كمنطقة روسية.

تسيطر أوكرانيا حالياً على ما بين 10 و15% من «دونباس»، في منطقة «دونتسك»، التي تتمتع بثروة من الفحم الحجري وتحتوي على مصانع هندسية مهمة.

اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السيطرة على هذا الجزء الأخير من «دونباس» شرطاً أساسياً لمحادثات السلام.

تم طرح اقتراحين مختلفين حتى الآن: الأول تحويل المكان إلى منطقة منزوعة السلاح، والثاني يقترح إنشاء منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح.

الاقتراحان يهدفان إلى العمل كمنطقة عازلة بين الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية والأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية.

إلا أن تفاصيل قليلة فقط قد كُشفت حول كيفية تنفيذ هذه الترتيبات ومن سيحكم المنطقة ويراقب الانتهاكات ويجني الفوائد الاقتصادية.

وفقاً للباحث البارز في مؤسسة «كارنيجي»، مايكل كوفمان، تبدو الأفكار وكأنها كتبها مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، لكنها لا تحتوي على أي تفاصيل فنية.

تعتبر المناطق منزوعة السلاح مقترحاً معقداً من الناحية الفنية حيث يعتمد الكثير على التفاصيل.

تتضمن الخطة المسربة من إدارة الرئيس دونالد ترامب تحويل الجزء الأخير من منطقة «دونيتسك» الصناعية إلى منطقة منزوعة السلاح.

أوكرانيا ترى الطلب غير عادل، إذ لم يُطلب من روسيا سحب قواتها، وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على ضرورة انسحاب روسيا أيضاً.

ذكر موقع «بوليتيكو» أن فكرة تحويل المنطقة إلى منطقة اقتصادية حرة قد تكون اقتراحاً أوكرانياً بناء على مشورة أوروبية.

بينما تتيح المنطقة المنزوعة السلاح لروسيا ضم المنطقة لاحقاً، فإن المنطقة الاقتصادية الحرة تمكن أوكرانيا من مواصلة امتلاك الاستثمارات والصناعات في المنطقة.

أكد زيلينسكي أن المنطقة الاقتصادية هي اقتراح أمريكي، وأشار إلى المخاوف من إمكانية تخفّي الروس في زي مدنيين للاستيلاء على المنطقة.

توجد قلة قليلة من الاتفاقات في التاريخ التي يمكن أن تكون نموذجاً لمنطقة عازلة في «دونباس».

قد تقبل أوكرانيا بالسيطرة الروسية على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا بالفعل، شريطة أن تحتفظ بسيادتها الرسمية على تلك المناطق.

إلا أن الحكومة الأوكرانية لا تعتقد أن التنازلات الإقليمية الرسمية قادرة على تحقيق سلام دائم، مشددة على أن الاستفتاء هو السبيل الوحيد لحسم مسألة التنازلات الإقليمية.

يقول الباحث في الشؤون السياسية، رافائيل لوس، أن حدود عام 1991 تبقى حدوداً للبلاد من وجهة نظر أوكرانيا.

ولكن أوكرانيا مدركة أنها ليست في وضع يسمح لها بتحرير تلك الأراضي عسكرياً، لذا قد تكون مستعدة لقبول السيطرة الفعلية لقوة أجنبية بدون أي نقل رسمي للسيادة.

يعتقد بعض الخبراء أن روسيا تحتاج وقتاً وجهداً ومالاً أكبر بكثير لاستعادة «دونباس» التي تسيطر عليها أوكرانيا.

هم يعارضون افتراض إدارة ترامب بأن أوكرانيا تخسر الحرب، ويشيرون إلى أن روسيا لو كان بإمكانها الاستيلاء على هذه الأراضي بسهولة، لكانت قد فعلت ذلك بالفعل.

نجاح المناطق منزوعة السلاح أو الاقتصادية الحرة يتوقف على حرص الطرفين على إنهاء الصراع وتفضيل فوائد السلام.

تعتقد روسيا أنها تملك اليد العليا في المعركة، خصوصاً مع ميل ترامب إلى بوتين.

تعتقد أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن التنازل عن المزيد من الأراضي لن يجلب الكثير من السلام الحقيقي.


مواد متعلقة