تقرير: ضرورة اعتراف واشنطن بمصالح روسيا المشروعة في أوكرانيا والناتو

الإثنين 27 أكتوبر 2025 - 03:40 ص

تقرير: ضرورة اعتراف واشنطن بمصالح روسيا المشروعة في أوكرانيا والناتو

منى شاهين

أوضحت صحيفة "رسبنسبل ستيتكرافت" في تقريرها أن الدبلوماسيين عام 1995 كانوا يعملون بجد للتوصل لاتفاقيات "دايتون أكورد". حينها، نصح وزير الدفاع السابق بيل بيري قائلاً: "عدم التوصل إلى اتفاق خير من اتفاق سيئ". يبدو أن موقف حلفاء واشنطن في لندن، باريس، برلين ووارسو، لا يشجع على أي نتيجة تنهي الحرب في أوكرانيا.

لكن بالنسبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا يرى معنى في معادلة السلام الوهمي في أوكرانيا مع وقف إطلاق النار الذي لا يحل أي مشكلة في النزاع القائم. في هذه الأيام، أوكرانيا غارقة في مستنقع الفساد، بدءاً من أعلى مستويات القيادة في كييف.

إرسال 175 مليار دولار من الأموال المقترضة إلى أوكرانيا "بغض النظر عن طول المدة المفترضة"، يُعدّ أكثر سوءاً من التهور. الدين السيادي الوطني الأمريكي ازداد إلى نحو 38 تريليون دولار، ويزيد شهرياً بما يقرب من 425 مليار دولار. يجب على ترامب أن يصرف انتباهه عن تمويل حروب جو بايدن ويركّز على الاقتصاد الأمريكي المتعثر.

يجب على ترامب أن يوضح أن إصرار إدارة الرئيس السابق جو بايدن على دعم أوكرانيا عسكرياً كان خطأً استراتيجياً فادحاً. تعتبر أوروبا غير واقعية في اعتقادها بأن موسكو ليس لها الحق في مواجهة تهديد وجودي لها من حلف "الناتو".

كان المشروع الطويل الأمد لنقل التكنولوجيا والمشورة إلى أوكرانيا السبب في ظهور التهديد الذي تواجهه روسيا. قرار ترامب بإعادة النظر في إرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا يعد خطوة نحو الاتجاه الصحيح. كما أن لواشنطن مصالح مشروعة في المكسيك والبحر الكاريبي، حان الوقت للاعتراف بمصالح موسكو الأمنية.

يجب على أوروبا والولايات المتحدة إدراك أن الاستقرار في المنطقة مصلحة للجميع. يجب عدم تشجيع أوكرانيا على الخوض في حرب لا نهاية لها. نأمل أن يكون الرئيس ترامب مدركاً لحالة مخزون الصواريخ الأمريكية.

إشارة ترامب إلى التخطيط وإدارة ضربات "توماهوك" تدل على رغبته في معرفة وضع الأنظمة الصاروخية الأخرى. الأهمية الكبرى هي معرفة الأرقام الدقيقة لمخزون الصواريخ لمعرفة موقف الولايات المتحدة العسكري.

ترامب يجب أن يفهم أنه بغض النظر عن الضغوط على قاعدة الدفاع الأمريكية لزيادة الإنتاج، لن تتغير فترات التسليم كثيراً. الطرف الذي يملك الصواريخ الأكثر في البداية يمتلك فرصة ممتازة للفوز.

القوة العسكرية الأمريكية تحتاج إلى عقود لإعادتها إلى وضعها السابق. يجب على الرئيس الأمريكي التفريق بين الالتزام بالخطط والسياسات والإمكانيات الفعلية للقوة العسكرية، حيث تفتقد واشنطن قيادة عسكرية تملك الخبرة الحقيقية بالحرب.

الجنرال كريستوفر دوناهو، قائد القوات الأمريكية في أوروبا وإفريقيا، اكتسب سمعة سيئة بإعلانه قدرة قوات "الناتو" على الاستيلاء على كالينينغراد في وقت قياسي، وهي بطاقة قاتلة. يجب التعامل بحذر مع قادة الجيش الذين ينشرون أوهام التفوق العسكري.

بعد الحرب الكورية، أعلن اللواء دين أن قواته ستسيطر على الجيش الكوري الشمالي، وفشلت تصريحاته كما فشل الفرنسيون عام 1940 والبريطانيون في سنغافورة عام 1942. قبل اللقاء مع بوتين، على ترامب تجاهل ادعاءات ضعف الروس.

ينبغي الاهتمام بالجاهزية الحقيقية للقوات المسلحة الأمريكية. يجب إعادة التفكير قبل دفع موسكو إلى حافة الخطر، آملين في تحقيق "انتصار" للشعب الأمريكي. المقالة حول "أزمة البحرية الكونية" تكشف الوضع الحرج للقوات البحرية الأمريكية.

في مقالة "أزمة البحرية الكونية"، تبين الاختلالات في أنظمة الأسلحة والاستخراج والتصليح. يغيب عن المدمرات وسفن القتال الساحلية الفعالية المطلوبة بسبب التأخير والخسائر.

المشكلات لا تقتصر على القوات البحرية والجوية. مركبات القتال البري تفتقر للجاهزية الكاملة بسبب نقص الصيانة. تجنب المعارك يجب أن يكون خياراً عندما تكون القوات غير مستعدة.

ترامب يجب أن يبتعد عن الانخراط في أفكار ساذجة ويعمل على تطوير كفاءات عسكرية مهنية لمواجهة المفاجآت. إعادة النظر في استخدام التوماهوك تعكس استعداد ترامب لتقييم حدود القوة العسكرية الأمريكية.

التحدي الرئيسي لترامب يكمن في تجنب التدخلات الخارجية والتركيز على الاقتصاد الأمريكي. الأولوية القصوى يجب أن تكون لإعادة الازدهار الاقتصادي الأمريكي، فتزداد القوة الاقتصادية لتكون الأساس لمستقبل أمان الولايات المتحدة.

الرئيس الأمريكي الأول، جورج واشنطن، جادل في عام 1797 بأن "20 عاماً من السلام ستجعل من الولايات المتحدة قادرة على تحدي أي قوة بالعالم". كلمات واشنطن لا تزال توجيهية حتى اليوم.


مواد متعلقة