العملات تعكس تاريخ وحضارات الشعوب كشاهد حي

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 - 03:53 ص

العملات تعكس تاريخ وحضارات الشعوب كشاهد حي

ليلى زكريا

العُملات ليست مجرد وسيلة للتبادل التجاري، فهي تمثل وثائق حيّة وشاهدة على تاريخ وحضارة الشعوب والدول. عبر الباحث ومقتني العملات الإماراتي، عبدالله المطيري، عن أهمية التداول النقدي الذي بدأ يتقلص أمام الدفع الإلكتروني.

يرى المطيري أن الدفع الإلكتروني أداة قد تهدد الهوية والتاريخ، وشارك قصته مع «الإمارات اليوم» حول بدايات التعامل النقدي في الإمارات، والعملات البارزة التي استخدمت قبل الدرهم، والأسماء الغريبة التي أطلقها السكان على العملات مثل «أم البنت» و«أم الكلاب» و«المصلع».

بدأ المطيري حديثه بالعملات الأولى التي تم تداولها في الإمارات قبل الدرهم، قائلاً: «العملة مرآة تعكس صورة الدولة. في العصور القديمة، كانت الإمارات تميز بوزن اقتصادي وبعدد من الموانئ، وتملك داراً لسك العملات في مليحة وأم القيوين حيث تم اكتشاف أكثر من 1000 قطعة من العملات، ما يقارب عام 225 قبل الميلاد».

أضاف المطيري أن العملات في تلك الفترة كانت مصنوعة من الفضة النقية، وتم استخدام بعض أجزاء من النحاس أو البرونز. واكتشفت أيضاً عملات ذهبية وكانت معظمها في المنطقة الشرقية.

انتقل للحديث عن العملات المستخدمة في العصور الوسطى، مثل المشخص أو الدوكا من بوهيميا للاستخدام الادخاري، والتالر النمساوي في عهد الامبراطورة ماريا تيريزا عام 1780، الذي كان شائعاً كالدولار اليومي واستمر حتى 1835.

بعد اتفاقية الهدنة مع بريطانيا، بدأ استخدام الروبية المسكوكة من شركة الهند الشرقية في عهد وليام الرابع، واستخدمت في الإمارات وعُمان وجنوب اليمن والعراق. تولت الملكة فيكتوريا الحكم من بعده وسكت روبيتها بطرازين، الأولى بلا تاج وسموها السكان «أم البنت».

تابعت الإمارات استخدام مشتقات الروبية حتى وفاة الملكة فيكتوريا عام 1901. أطلقت تسميات مختلفة على العملات، فالروبية في عهد إدوارد سميت «المصلع» لحمله صورة أصلع، بينما جورج الخامس أشيب الشعر ولهذا سميت «الشيبة»، وحملت العملة التي رمزت للأسود اسم «أم الكلاب».

دخلت العملات الورقية الإمارات عام 1918 بفئة 10 روبيات خلال ولادة الشيخ زايد بن سلطان، وهو حدث اعتبره الناس بشارة خير ورخاء. في عام 1939، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، أمر الملك جورج السادس بجمع العملات الفضية دعماً للخزينة البريطانية.

في 1947، سكت آخر روبية واستقلت الهند، كانت الإمارات حينها دون خيارات، فاعتمدت على قصاصات ورقية موقعة من الحاكم لتحل مكان العملات المعدنية. وافقت الهند على استخدام عملتها في الخليج، وأصدرت عملة رابطة تحمل رمز الأسد في 1950.

في 1959، أصدرت الهند عملة خاصة بالخليج استخدمت حتى عام 1966 عندما قررت الهند خفض قيمة الروبية، مما أثر سلباً على التجار. جرى بناء وحدة نقدية ضمت قطر ودبي أصدرت ريال قطر ودبي للقضاء على المشكلة، واستمر استخدامه حتى صدور الدرهم في 19 مايو 1973.

مع صدور الدرهم، توقف استخدام العملات السابقة، وأصدرت فئات عديدة من العملات تشمل 5، 10، 50، 100 درهم، وحملت نقوشاً تعكس معالم الدولة وثقافتها مثل برج الساعة والجامع وجسر المقطع.

أصدر مجلس نقد الإمارات العملة الأولى، وفي 1980 تقرر إنشاء مصرف الإمارات المركزي، وأصدر الدرهم الجديد في 1982، ولم تتغير العملات منذ ذاك الوقت.

عبدالله المطيري، المعروف بجمع العملات، يملك 14 ألف عملة من الفترة الإسلامية و2000 قطعة من العملات الإماراتية الحديثة. بدأ جمع العملات منذ فترة طويلة، واهتم أيضاً بجمع الطوابع والكتب والملاعق النادرة.

عُثر مطيري على أول عملة في البحر، عملة فيصل بن تركي سلطان عُمان من عام 1314، والتي اعتبرها كنزاً تاريخياً. تلاها جمع التالر من عام 1780 وتوسع في اقتناء العملات عبر المزادات.

1000 قطعة من العملات تم سكها وتداولها في الإمارات عام 225 قبل الميلاد. في 1918، دخلت العملات الورقية الدولة متزامنة مع ولادة الشيخ زايد ما اعتبره الناس بشارة خير ورخاء.


مواد متعلقة