استحضار تاريخ الإمارات في الصيد والفروسية عبر الفن والحرف اليدوية

الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 06:00 ص

استحضار تاريخ الإمارات في الصيد والفروسية عبر الفن والحرف اليدوية

زينة خلفان

في زاوية من زوايا معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، يزدهر قطاع الفنون والحِرَف اليدوية بروحٍ عريقة، ويتحدث للزوار عن حكايات من قلب الصحراء، حيث عاش الأجداد وبرزت العادات والتقاليد في تفاصيل الحياة اليومية.

هنا، لا يتم عرض اللوحات والتحف والمنتجات التجارية فقط، بل تعرض أيضاً ذاكرة صنعت من البساطة جمالاً ومن الأصالة مجداً. التكنولوجيا لم تكن دخيلةً على هذا القطاع، بل جاءت كضوءٍ ناعمٍ يُبرز الجمال، فتعززت الحرف اليدوية بدون أن تفقد ملامحها الأصلية.

من خلال التداخل بين التقنيات الحديثة والحرف التقليدية، وُلدت لوحاتٌ تحتفظ بتراث الأمس وتقدّم للأجيال القادمة كهديةٍ لا تُقدّر بثمن. في زيارة إلى استوديو «تجربة الفنون الغامرة»، قالت شيخة حمد مغاور العلي، المدير العام لـ«استوديو مغاور آرت»، إن تجربة الفنون الغامرة هي رحلة لاستكشاف الهوية الإماراتية عبر الإبداع.

وأضافت العلي أن الذكاء الاصطناعي يضيف جمالاً للفن، وُتحرك اللوحات بأسلوب يحاكي مشاهد تراثية مثل الرزفة والصيد والفروسية، وتصل إلى الجمهور برسالة بصرية مؤثرة. هذه الرسالة هي أن التراث الإماراتي ليس مجرد ماضي، بل هو حاضر يتجلى في التقاليد ويمزج بين التقاليد والتكنولوجيا بتناسق راقٍ.

في المعرض، يشارك مجلس إرثي للحرف المعاصرة بتجربة متكاملة تتزامن مع الاحتفال بمرور ١٠ سنوات على تأسيسه. يعكس هذا إنجازاته في تمكين الحرفيين وإبراز الحرف الإماراتية التقليدية بروح عصرية.

جناح «إرثي» شهد إطلاق مجموعة حصرية بالتعاون مع المصممة اللبنانية ندى دبس، لتجسد تمازجاً فنياً بين الحرفة الإماراتية الأصيلة وفنون التصميم المعاصر، مستوحاة من حرفة «التلي». كما يعرض الجناح مجموعة من المنتجات التي تعكس تنوع مبادرات المجلس.

وقالت ريم بن كرم، مدير عام مجلس إرثي للحرف المعاصرة، إن المشاركة في المعرض تمثل رؤية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي لتعزيز قدرة الحرف الإماراتية في الربط بين الماضي وابتكارات الحاضر، خاصة في مجالات الصيد والفروسية.

وأضافت أن منذ انطلاق إرثي، نعمل على تمكين المبدعين من تطوير مهاراتهم التقليدية وتقديم الفرص للوصول إلى أسواق جديدة عبر شراكات مبتكرة. يقدم مجلس «إرثي» في جناحه ورش عمل حيّة للحرفتي «التلي» و«السفيفة» لتعريف الزوار بأساليب النسج الإماراتية التقليدية.

الجناح يضم مقتنيات مختلفة مثل الدفاتر والميداليات، مما يعزز رؤية المجلس في إبراز الحرف الإماراتية بروح عصرية. تؤمن شيخة العلي بأن الذكاء الاصطناعي يُكمل جمال الفن من خلال حركته التي تحاكي مشاهد تراثية.


مواد متعلقة