تحديات كبرى تنتظر رئيس كوريا الجنوبية الجديد للعام الحالي

الإثنين 09 يونيو 2025 - 10:52 ص

تحديات كبرى تنتظر رئيس كوريا الجنوبية الجديد للعام الحالي

ناصر البادى

قبل عامين، أهدى يون سوك يول، الرئيس الأسبق لكوريا الجنوبية، الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أغنية مشهورة آنذاك، مما عكس علاقات وطيدة بين البلدين. وفي ظل تولي الرئيس الجديد، لي جاي ميونغ، يواجه العديد من التحديات للبقاء على نفس المستوى من التعاون مع خليفة بايدن.

يتعين على ميونغ أن يواجه تحديات داخلية هامة، وأهمها توحيد المجتمع الكوري الجنوبي المتأثر سلبًا بسياسات سلفه. كما يُنتظر منه أن يحفز نمو الاقتصاد الذي يحتل المرتبة الرابعة في آسيا.

ومما يزيد من تعقيد مهمة ميونغ هو ضرورة التنسيق مع إدارة دونالد ترامب، خاصة أن الأخير أبدى استياءه بعد فوز ميونغ، مشيرا إلى تدخل صيني في الانتخابات لصالحه.

وفي خطابه الأول كرئيس، ركز ميونغ على انتقاد السياسات التجارية الحمائية لترامب، واصفاً إياها بأنها تهديد للبقاء الاقتصادي. ومع ذلك، لا توجد خطط لمناقشة الرسوم الجمركية العالية على واردات الصلب.

وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن ميونغ أمام مهمة صعبة وهي التفاوض مع ترامب لإيجاد حل يُرضي الطرفين. وأضاف المركز بأن أمام ميونغ وقت محدود لإتمام ذلك.

سيكون من الصعب على ميونغ أيضاً تحسين العلاقات الاقتصادية مع الصين، الشريك التجاري الأكبر دون إغضاب الإدارة الأميركية. وينتظره تحدٍ داخلي في نيل ثقة المواطن، واستعادة إيمانه في النظام الديمقراطي بعد يون.

اقتصاد كوريا الجنوبية يواجه تراجعاً متوقعاً بنسبة نمو أقل من 1% وسط صراعات داخلية وخارجية. كما تمثل العلاقة مع كوريا الشمالية تحديًا آخر للرئيس الجديد.

تعهد ميونغ بإعادة الحوار مع كوريا الشمالية، مشدداً على أن السلام، مهما كان ثمنه، أفضل من الحرب. ووعد بإيجاد توازن بين التحاور والاستعداد العسكري لمواجهة استفزازات الشمال.

في الوقت نفسه، وعلى الرغم من ضغوط ترامب لزيادة التكاليف العسكرية لحماية كوريا الجنوبية، لا تزال العلاقات الثنائية ثابتة. ويؤكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على الالتزام بين البلدين.

يبقى التساؤل حول كيف سيوفق ميونغ بين علاقاته مع الصين والولايات المتحدة، لكنه يدافع عن العلاقة الجيدة مع واشنطن، ويؤكد على تعزيز التعاون مع اليابان.

أجرى الرئيس الجديد اتصالاً هاتفيًا بشكل رسمي مع رئيس موظفيه ثم زار مقبرة الشهداء، استعداداً لاستقبال اتصالات تهنئة من قادة العالم، بما في ذلك ترامب.

يعتبر البروفيسور كي داي جونغ من جامعة سيجونغ أن القيادة السياسية تصبح ضرورة في هذه الأوقات، حيث يمكن للاتصال بترامب تحسين الأمور. يُنظر إلى ميونغ كقائد براغماتي ومفاوض فعال، مما يجعله الشخص المناسب لهذه المرحلة.


مواد متعلقة