ختام «الفجيرة للمونودراما»: الإنسان يتأرجح بين دور الجلاد والضحية

السبت 19 أبريل 2025 - 04:08 ص

ختام «الفجيرة للمونودراما»: الإنسان يتأرجح بين دور الجلاد والضحية

مريم المرى

اختتم مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما دورته الحادية عشرة بليلة مميزة، حيث شهدت الليلة السابعة والأخيرة أربعة عروض رسمية من روسيا، ألمانيا، سوريا، وعُمان. تناولت العروض قضايا إنسانية في إطار الضحية والجلاد، مسلطة الضوء على مشاعر وآلام متنوعة.

العرض الروسي، بعنوان «من يعرف أحداً؟»، أخرج رحلة تحليلية عميقة في الهوية والوعي الإنساني، من إخراج يوري إيفليف. جسدت الممثلة ديوبساييفا يوليا القصة بمهارة، متسائلة عن الجرائم الناجمة عن الانتماءات الضيقة والتوبة والمسامحة.

العمل الألماني "عمق ضحل"، من إخراج جوناس كلينينبرج، اعتمد على الأداء الجسدي الدقيق والضوابط الصارمة دون أخطاء. تعلق العرض بالتكنولوجيا والفلسفة، ليطرح أسئلة إنسانية معاصرة حول الخوف والمآزق الشخصية.

الفنان جان جيديناك أبدع في تقديم هذا العرض التجريدي، حيث وَفّق بين حضور المسرح وإلهام الجمهور بقدرته على تأدية حركات مستمرة ومتجردة من الداخل.

العرض السوري "وجوه"، من تأليف أحمد شقارة وإخراج جهاد سعد، تناول قصة فنان مسرحي اختار التحدي بالبقاء في وطنه رغم الحرب. تتبع العرض الذاكرة وتجسيد الصمود في وجه المصاعب من خلال استحضار شخصيات ثقافية سورية.

رغم بعض الكليشيهات في العرض السوري، إلا أن الأداء الصادق أعطى حياة للمسرحية وأدخل جمهورها في مواجهة مع البشاعة مستعرضة تناقضات الروح.

عرض "متر في متر" العماني، من تأليف أسامة السليمي وإخراج أحمد الزدجالي، قدم تجربة تتحدث عن هشاشة الإنسان أمام السلطة. ركاية سجين يواجه الموت في زنزانته حيث الذاكرة والألم يحيطان به.

يعيش الممثل سامي البوسعيدي تلك اللحظات الأخيرة كشخصية محاصرة بين الصرخة والصمت، مما يبرز الصراع الداخلي الهائل وعزلة الشخصية.

برع العرض العماني في التفاعل الحركي رغم المحدودية المكانية، حيث تعددت تأويلات القصة لتعطي فرصة لتجربة عمانية ناضجة.

يمزج "عمق ضحل" بين الأداء البصري والضوابط الجسدية، مدعوماً بتقنيات الرؤية الحديثة. يعكس العرض عصرنة المسرح ويطرح مفهوم الإنسان المتجدد.

"من يعرف أحداً؟" يحفر في تعقيدات الانتماء والهوية، مستعرضاً الشر الذي يمكن أن يتولد من التخلي عن الإنسانية، مما يمنح الجمهور معالجة ذهنية عميقة.


مواد متعلقة