إسبانيا تحترق: النيران تأكل ذكريات العمر وخسارتها لا تُعوّض
الإثنين 25 أغسطس 2025 - 12:48 ص

في ظل الحرائق التي تلتهم إسبانيا، وخاصة في المناطق الريفية التي يسكنها كثير من المسنين، لجأ العديد منهم إلى بينافنتي في شمال شرق البلاد، حيث يشعرون بالخوف من فقدان جنى العمر.
وتجولت رئيسة بلدية بينافنتي بياتريث أسينسيو في مركز مؤقت تحول إلى ملجأ إيواء في منطقة ثامورا، حيث يقضي المسنون وقتهم في الدردشة ومشاهدة الأفلام ولعب الورق والدومينو. وتقول إن الهم الأكبر لهم هو ألا يحترق كل ما يملكونه.
وتعد ثامورا التابعة لقشتالة وليون المقاطعة التي تضم أكبر عدد من المسنين الذين تجاوزوا الثمانين، بنسبة 12.29% من السكان، تليها أورينسي في غاليسيا بنسبة 12.14%، بحسب المعهد الوطني للإحصاءات.
والمقاطعتان الأكثر تأثرًا بالحرائق التي اجتاحت إسبانيا في أغسطس الجاري، حيث أصبحت قريبًا تحت السيطرة، بعدما أودت بأربعة أشخاص وأحرقت أكثر من 350 ألف هكتار.
ويقول خيسوس خوسيه غونثاليث تيخادا، قائد عمليات الحرس المدني في ثامورا، المكلف بعمليات الإجلاء، إن السكان في الغالبية كبار في السن وكثيرون منهم يعيشون لوحدهم وغالبًا معدمو الحال.
ويضيف أنه من الضروري متابعتهم في مثل هذه الظروف وتذكيرهم بالأدوية وكل ما قد يحتاجون إليه، مثل الهاتف المحمول للتواصل مع العائلة وجهاز الشحن.
وبالإضافة إلى هذه التوصيات الدقيقة، يُسيطر عليهم هاجس خسارة لا تُعوض وإعادة إعمار يستحيل تحقيقها بسبب تقدمهم في السن ووضعهم المالي.
وتقضي أميليا بوينو، التي تبلغ من العمر 79 عامًا، عطلتها منذ ثلاثة عقود في بلدة ريباديلاغو نويفو التي أُخليت ولا تنوي تغيير عادتها هذه. تقول: "منذ 32 سنة أتيت لقضاء إجازتي في منطقة سانابريا، وآمل ألا أحرم منها وألا أرحل إلى منطقة أخرى". وتتابع: "الأهم أن لا يُصاب أحد بجروح، وأن نكون بصحة جيدة، وأن نحظى بالمتابعة في أصعب محنة في حياتنا).
أما بيدرو فيرنانديث، البالغ من العمر 85 عامًا، الذي ذهب مثله كمثل العديد من سكان المناطق المجاورة للعمل في برشلونة في شبابه وترك منزل عائلته في فيغو في سانابريا حيث كان يمضي عطله، يعترف بأن البدء من الصفر مجددًا في سني ليس له جدوى. خفت كثيرًا على منزلي، فقد ورثته من والدي، وإذا أتت عليه النيران فلن أتمكن من ترميمه، فإعادة بناء منزل كهذا اليوم ستكلف ثروة طائلة.
وفي نهاية المطاف، تمكن فيرنانديث وجيرانه، الذين تم إجلاؤهم من فيغو دي سانابريا، من العودة إلى ديارهم يوم الجمعة، ولم تتعرض مساكنهم لأضرار، بخلاف حال بلدات أخرى كانت أقل حظًا، حيث التهمت النيران فيها الكثير من الذكريات.
مواد متعلقة
المضافة حديثا