مقتل تشارلي كيرك يؤشر لعهد جديد من الاضطرابات السياسية في أمريكا

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 - 09:22 ص

مقتل تشارلي كيرك يؤشر لعهد جديد من الاضطرابات السياسية في أمريكا

ناصر البادى

أثار مقتل الناشط اليميني الأميركي الشهير، تشارلي كيرك، قلقا واسع النطاق في الولايات المتحدة وبين المهتمين بأمنها واستقرارها. لم يبعث اعتقال المشتبه به، تايلر روبنسون، على الاطمئنان، خصوصاً مع المخاوف من أن يؤدي الكشف عن أي ولاء سياسي إلى جولة جديدة من الاتهامات المتبادلة.

تخشى أصوات في الولايات المتحدة من انزلاق البلاد إلى مرحلة جديدة من العنف السياسي، حيث تُحسم الخلافات بالسلاح والدم بدلاً من الحوار والنقاش، ما يعيد إلى الأذهان فترات سابقة غرق فيها البلد في هذا المستنقع.

لقد وُلدت الولايات المتحدة في خضم العنف، حيث شهدت حرباً أهلية بعد أقل من قرن من تأسيسها، وفي الذاكرة الحية، هي على شفا حرب أخرى مع موجة من الاغتيالات مثل التي حدثت في ستينات القرن الماضي، وقادت إلى مقتل شخصيات بارزة مثل مارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس وميدغار إيفرز وجون كينيدي.

هذا التاريخ ربما يقدم بعض العزاء، إذ أن الدولة نجحت في تجاوز مثل هذه الأحداث الخطرة سابقاً، لكن الشعور بالراحة يبدو قليلاً بالنظر إلى التغيرات التي يشهدها الزمان.

من جهة، أصبحت الأسلحة النارية أكثر توافراً الآن من أي وقت مضى، حيث يوجد حوالي 850 مليون سلاح ناري في العالم، يملك الأميركيون نصفها تقريباً، مع معدل يمتلك فيه كل 100 أميركي 120 قطعة سلاح.

من جهة أخرى، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المهيمنة على مصادر المعلومات، ما يُضخّم أصوات الأكثر تطرفاً، ويُكافئ أكثر المشاعر غضباً وانتشاراً.

في الماضي، كان بوسع مذيع مثل والتر كرونكايت إعلان خبر اغتيال رئيس وتقديم نوع من العزاء للجمهور، لكن الآن يعكس الحزن غضباً عارماً، بعدما انتشرت لقطات إطلاق النار على كيرك عالمياً لحظات بعد وفاته.

يكمن الفرق الجوهري في موقف القادة، ففي الماضي، كان أي عمل عنف سياسي يقابله رد فعل متوقع من الرئيس الذي يدينه ويعرب عن حزنه على القتلى ويدعو للهدوء والوحدة، مؤكداً على عدم السماح للقتلة بتحقيق أهدافهم.

سمع كثيرون خطابات مشابهة من رؤساء أميركيين سابقين مثل بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، لكن دونالد ترامب سلك مساراً آخر، ويبدو أنه كان غير عابئ بوحدة البلاد.

قبل القبض على أي شخص بشأن مقتل كيرك، وقبل ورود أي معلومات عن القاتل، ألقى ترامب باللوم على «اليسار الراديكالي»، معتبراً خطابه السبب المباشر للإرهاب في البلاد.

بغض النظر عن دقة تصريحات ترامب، فإن الحقيقة تشير إلى أن معظم حالات القتل المرتبطة بالتطرف في 2024 كان وراءها اليمين المتطرف، نفس ما حدث في عامي 2022 و2023.

ومع ذلك، روى ترامب حوادث تعرض فيها اليمينيون للعنف، مع تجاهله مقتل النائبة الديمقراطية ميليسا هورتمان وزوجها أو الاعتداءات على الديمقراطيين الآخرين.


مواد متعلقة