الصين تتجاوز أميركا في سباق القمر: عودة جديدة للمنافسة

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 - 07:04 ص

الصين تتجاوز أميركا في سباق القمر: عودة جديدة للمنافسة

منى شاهين

تعمل وكالة الفضاء الأميركية على تطوير برامجها الفضائية بشكل مستمر، إلا أن التقدم الذي تحرزه الصين يبدو أكثر سرعة وثباتاً في هذا المضمار. في الوقت الذي تسعى فيه «ناسا» للعودة إلى سطح القمر، تضع الصين خططاً محكمة لتحقيق أهدافها الخاصة في إطار هذا السباق الفضائي.

وعلى صعيد آخر، حققت شركة «سبيس إكس ستارشيب» نجاحاً جديداً في اختبار مركبتها «ستارشيب» الذي يُعد العاشر في سلسلة اختبارات المركبة، محققة بذلك أهداف الاختبار من جميع النواحي.

عبر مقال نُشر حديثاً، أبدى الكاتب إريك بيرغر مخاوفه في موقع «Ars Technica» حول تفوق الصين في سباق الوصول إلى القمر، مستنداً إلى التحليلات التي أجراها حول النجاحات التي حققتها الصين في استكشاف القمر مؤخراً.

ويتساءل بيرغر عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتمكن من اللحاق بالصين في ظل الانتكاسات التي تعرضت لها «ستارشيب»، لاسيما أن الصين قد تكون قادرة على إنزال روّاد فضاء على سطح القمر قبل عام 2030.

وقد يبدو هذا التحذير مبالغاً فيه بالنسبة للبعض، إلا أنه يحمل في طياته تحدياً حقيقياً للولايات المتحدة والتي قد تجد نفسها يوماً ما تشاهد رواد صينيين يمشون على القمر عبر شاشات التلفاز دون القدرة على مجاراة هذا التقدم.

بالنسبة لوكالة «ناسا»، تمثل مركبة «ستارشيب» جزءاً مهماً من برنامجها «أرتميس» الذي يسعى إلى إعادة الروّاد الأميركيين إلى القمر، حيث يُعتبر تطوير بدلات فضائية جديدة جزءاً أساسياً آخر من هذا البرنامج.

رغم الجدول الزمني المحدد للمهمات المقبلة في إطار «أرتميس»، خاصة مهمة «أرتميس 2» في 2026، إلا أن هناك العديد من التحديات التقنية التي يجب التغلب عليها للوصول إلى القمر بنجاح.

تشمل هذه التحديات تحسين أنظمة إعادة الاستخدام والدفع، والهبوط والإقلاع من سطح القمر، واختبار وتطوير تقنيات جديدة لضمان سلامة المهمات الفضائية الطويلة.

من الجدير بالذكر أن الكثيرين يرون أن موعد هبوط «أرتميس 3» في 2027 ليس قابلاً للتحقيق بالطريقة الفعلية، وقد يكون التأخير إلى 2028 أكثر واقعية نظرًا للتحديات القائمة.

رغم التأكيدات بأن نظام الهبوط سيكون جاهزاً فإن الخبراء يبدون تشككاً في إمكانية تحقيق الأهداف وفق الجدول الزمني المعلن دون مواجهات وتحديات.

وفي ضوء هذه التطورات، يبقى السؤال قائماً حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين في سباق الوصول إلى القمر، ومدى التأثير الاستراتيجي الذي قد يحدثه تفوقها في هذا المجال.

نجاح الصين في إرسال روّادها إلى القمر قبل الولايات المتحدة لن يعتبر فقط شعوراً محبطاً للطموحات الأميركية، ولكنه قد يؤثر أيضاً على المناقشات السياسية والمجتمعية في الولايات المتحدة.

هناك أسباب تاريخية للتأخير الأميركي الحالي، ولكن بالمقابل لا تزال هناك فرصة للولايات المتحدة بأن تلعب دوراً رائداً في استكشاف الفضاء بالتعاون مع شركائها.

في نهاية المطاف، النجاح في هذا السباق لا يتعلق فقط بالوصول إلى القمر أولاً، وإنما ببناء وجود مستدام ومستمر على سطحه. تحقيق هذا الهدف يستلزم التعاون الدولي وتخطيطاً طويل الأجل يتجاوز لحظة الهبوط الأولى.

علينا أن نستعد لعصر جديد من استكشاف الفضاء، حيث تتطلب المسابقة بين القوى العظمى عرضاً متميزاً من الإنجازات العلمية والتكنولوجية لتحقيق الأهداف الفضائية المشتركة.


مواد متعلقة