احتيال إلكتروني بشع: محتالون يخدعون محسنين للتبرع إلى حسابات مشبوهة
الثلاثاء 08 يوليو 2025 - 03:22 ص

لا يزال موضوع الاحتيال الإلكتروني يعتبر من أبرز التحديات التي يواجهها المتبرعون في الوقت الحالي. لقد أكدت تقارير حديثة على تلقي متبرعين للعديد من الرسائل الإلكترونية والتواصل الاجتماعي التي تحتوي على قصص مؤثرة لأشخاص يعيشون في ظروف صعبة خارج الدولة. غالبًا ما تسعى هذه الرسائل إلى دفع المتبرعين للتحرك بسرعة وتحويل الأموال إلى حسابات غير موثوقة.
فمن الوصايا الأساسية للمتبرعين هو التأكد من اختيار القنوات الرسمية لضمان الشفافية والمصداقية في التبرع. العديد من الأشخاص الذين تعرضوا لمحاولات احتيال أكدوا أن نظرتهم لأهمية التحقق من مصادر الحملات الخيرية قد تغيرت بعد وقوعهم ضحية.
جمعية الفجيرة الخيرية، واحدة من الجمعيات التي شهدت ارتفاعًا في معدلات التبرع الإلكتروني، حيث أصبح المتبرعون أكثر وعياً بأهمية التبرع عبر المنصات الرقمية الموثوقة بعد تعرض عدد من المحسنين لمحاولات احتيال إلكتروني.
أحد المتضررين خالد محمد الظنحاني أكد أنه تعرض لعملية احتيال عبر الإنترنت، بعدما تأثر برسالة من صديق افتراضي تدعوه للتبرع لمنظمة تدعم الصحة في بلاده. ولكن اتضح لاحقاً أن الرابط الذي استخدمه لتبرعه كان زائفاً.
وفي هذه الأثناء، أكدت نورة علي محمد أنها أيضًا تعرضت لموقف مشابه. في رمضان العام الماضي، أرسلت صدقتها عبر تحويل مصرفي لحملة تبين لاحقاً أنها لم تصل لمستحقيها.
من ناحية أخرى، تلقت صالحة محمد رسالة عبر «واتس أب» عن حالة إنسانية تتطلب الدعم لكن تبين أنها كانت خدعة. هذه التجارب المؤلمة دفعت الكثير من المتبرعين للتحول إلى القنوات الرسمية بعد أن خسروا أموالهم.
المستشار القانوني والمحامي راشد الحفيتي شدد على أهمية التوجه نحو القنوات المصرح بها قانونياً عند التبرع، مشيرا إلى أن القوانين المتخصصة في تنظيم التبرعات والجرائم الإلكترونية تهدف للحد من الاحتيال وحماية المتبرعين.
القانون نص صراحة على تجريم جمع الأموال من دون ترخيص واعتباره من الجرائم التي يعاقب عليها القانون. وبالإضافة إلى ذلك، تفرض القوانين غرامات وعقوبات بالسجن لكل من ينتهكها.
تحتوي القوانين أيضًا على تفاصيل حول العقوبات المتعلقة بثلاث مخالفات رئيسية لتظم أن التبرعات تصل للمستفيدين. هذه المخالفات يمكن أن تشمل تلقي تبرعات من خارج الدولة دون الامتثال للضوابط أو استخدام الأموال لأغراض غير مشروعة.
شهدت جمعية الفجيرة الخيرية أكثر من 52 ألف عملية تبرع إلكتروني في النصف الأول من العام، ما يعكس زيادة الوعي بضرورة استخدام القنوات الآمنة والموثوقة لتنظيم التبرعات. المدير العام للجمعية, يوسف المرشودي, أكد أن النمو في التبرعات الإلكترونية يعكس استجابة مجتمعية واسعة وثقة في البنية التحتية التقنية المتاحة.
توفر الجمعية قنوات متعددة للتبرع الإلكتروني، تجعل من السهل على المتبرعين المساهمة من أي مكان في العالم وفي أي وقت، بفضل تقنيات الدفع الإلكتروني وتوفير الحوكمة والشفافية.
وتماشياً مع توجه الدولة نحو التحول الرقمي الشامل، تقلصت الإجراءات الورقية وزادت الرحلات بين المتبرعين والمستفيدين، ما جعل من التبرع الإلكتروني ضرورة ملحة لضمان تلبية الاحتياجات المتزايدة لأهل الخير وأولياء الأمور في فترات الأزمات والظروف الطارئة.
في النهاية، إن التبرعات الإلكترونية اليوم تمثل أحد أهم أدوات الدعم للمشاريع الخيرية من خلال تلبية متطلبات المجتمع وتنمية الوعي بأهمية التكافل الإنساني بأساليب مبتكرة وآمنة. الجمعية تضمن الشفافية في كل خطوة، بدءًا من استقبال التبرعات وحتى وصولها إلى المستفيدين.
مواد متعلقة
المضافة حديثا