الإماراتية منى القبيسي تحوّل الألم إلى أمل بفن الكروشيه
السبت 23 أغسطس 2025 - 01:05 ص

بين خيوط الكروشيه وألوانه، وُلدت قصة نجاح استثنائية عنوانها منى القبيسي. استطاعت هذه المرأة الإماراتية قهر محنتها وتحويلها بثبات وحكمة وعزيمة صادقة إلى منصة انطلاق نحو الإبداع.
تميزت منى القبيسي بتحويل تجربتها القاسية مع توائمها الثلاثة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى دافع للإبداع والفن. تجاوزت اليأس واشرفت على اتخاذ قرارات مأسوية تهدد حياتها.
في عام 2014، واجهت منى خبراً غير سار تمثل في حملها بثلاثة توائم، إلا أن الأطباء حذروا من فقدانهم أو إعاقتهم الجسدية بعد ولادتهم في الأسبوع الـ25. واجهت معاناة في تقبل الوضع وأصبحت في صراع مع المجهول.
رغم ذلك، استيقظت منى على نجاة التوائم ووجودهم في العناية المركزة، مما شكل تحدياً كبيراً لها. كان لديها نزيف الدماغ والافتقار إلى الأكسجين ونمو غير مكتمل لأطفالها.
الشهور الأولى كانت محملة بالقلق والخوف من فقد الأطفال. واجهت منى فاجعة وفاة أحد توائمها، علي، بينما ظل محمد وعبدالله يصارعان الحياة، الأمر الذي ضاعف من معاناة منى النفسية.
وصلت منى إلى مرحلة من اليأس حيث كانت تفكر في الانتحار، إلا أنها لجأت للمساعدة النفسية وبدأت في استخدام الأدوية التي لم تؤثر على رضاعة التوأمين.
التحول في حياة منى لم يكن فقط بالأدوية بل باكتشافها لفن الكروشيه الذي أصبح وسيلتها للهروب من السوداوية. خلال فترة استقرارها في المنزل، تعلمت منى الكروشيه لتجد فيه ملاذاً.
قضت ساعات غارقة في هذا الفن، والذي شكل علاجاً لروحها، ليصبح فيما بعد وسيلة للتعبير عن نفسها فنياً.
تحولت منى الحرفة الشخصية إلى أعمال فنية حصرية مصنوعة بالكروشيه. بدأت بتصميم قطع صغيرة لأطفالها لتمتد إلى لوحات كبيرة جسدت شخصيات بارزة.
بمساعدة دورات تدريبية حصلت على اعتراف كمدربة كروشيه وسجلت حقوق أعمالها الفكرية. شاركت في معارض مرموقة مثل فنون العالم دبي.
تشعر منى بالفخر لتحويلها الكروشيه إلى لوحات تشكيلية، وقدمت براءة اختراع محلياً ودولياً. تسأل الجمهور كيف يمكن لفن الكروشيه أن يتحول إلى صورة بهذا الشكل المبدع.
تنوي منى إطلاق تشكيلة جديدة من المنتجات الخاصة بمستلزمات الأطفال والحقائب والشالات النسائية. هدفها ليس الشهرة الشخصية بل النهوض بمجال الكروشيه.
التوأمان محمد وعبدالله كانا نعمة لحياة منى، فبفضلهما وُلدت من جديد. خضعت لزراعة قوقعة وما تزال تأمل في تحسين صحتهم. درست علم النفس لتحقق التفوق الشخصي والمهني.
منى القبيسي اليوم أقوى مما كانت عليه. تمكنت من تحويل الألم إلى أمل والانكسار إلى إبداع، معبرة عن تجربتها بشكل يمنح الأمل للفتيات الإماراتيات.
مواد متعلقة
المضافة حديثا