المجالس الحية: قلاع لترسيخ القيم الإماراتية في المجتمعات
الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 06:03 م

الإعلان عن تخصيص عام 2025 ليكون عام المجتمع في الإمارات، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ترافق مع نشاطات متزايدة من قبل المؤسسات الاجتماعية والخيرية في إمارة أبوظبي التي بادرت في اعتماد عدد من البرامج المجتمعية وتنظيم أنشطة وفعاليات مختلفة.
يرى الباحث محمد سعيد الرميثي أن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة السنوية تعزز الهمم والإبداع، وتعتبر منصات حية لترسيخ القيم الإماراتية، مصدرًا لإلهام الأجيال، وتحفيزهم لمواجهة التحديات بتفاؤل وعطاء.
وأشار الرميثي إلى أن مبادرة عام المجتمع تهدف لغرس المعاني والقيم وتعزيز الأصالة الوطنية، وتدعم التعاون بين مختلف شرائح المجتمع، فمن مقومات الدول القوية هو الروح الجماعية لشعبها وتماسكه.
وأكد الرميثي أن المجالس تعتبر خير وسيلة لتجسيد روح المبادرة، وتساهم في دعم ثقافة التطوع، التآخي والعطاء، وتعزز الروابط الأسرية والمجتمعية، لتقديم مساهمة فعّالة في ازدهار الإمارات.
تعتبر مجالس حكام الإمارات أماكن مفتوحة للجميع، تقدم الترحيب والدعم وتساهم في تعزيز التلاحم المجتمعي الفريد، مما يعزز مكانة الإمارات كنموذج عالمي في هذا الصدد.
أشار الرميثي إلى أهمية مشاريع مجالس الأحياء في أبوظبي، والتي تعد جزءاً من المنظومة الحكومية، تهدف لتعزيز البنية الاجتماعية والثقافية، ودعم التنمية المستدامة وإسعاد المجتمع.
أوضح الرميثي كيف تحولت المجالس التقليدية إلى مراكز خدمية حديثة، تجمع بين التقاليد العريقة والتكنولوجيا الحديثة لتحقيق أعلى كفاءة في تقديم الخدمات للمجتمع.
إحصائيات تبين وجود 68 مجلساً في إمارة أبوظبي، تقدم خدمات متنوعة مثل تنظيم المناسبات وتوفير مساحات للفعاليات الثقافية والاجتماعية.
تاريخ مجالس أبوظبي يمتد إلى زمن بعيد، أبرزها مجلس الشيخ زايد بن خليفة، وكان مجلسًا لولادة الحوارات واللقاءات في قصر الحصن، مفتوحًا للجميع دائمًا، وراعيًا لتبادل الحديث والحكايات والشعر.
قصر الحصن لم يكن مقتصرًا على مجالس الرجال، حيث استضاف مجالس للنساء بقيادة الشيخة سلامة بنت بطي، ما يعكس مكانة المرأة في دعم البنية المجتمعية.
مجالس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حضرت في كثير من الروايات، ذُكرت في كتب الرحالة والمستشرقين، مثل ولفرد ثيسجر الذي استمع لأحاديث الشيخ زايد تحت شجرة غاف في العين.
المجالس تشكل جزءًا حيويًا من حياة الإماراتيين، تحافظ على روح التواصل والاستدامة وتُدرجها اليونسكو ضمن التراث الثقافي الغير مادي، تأكيدًا على أهميتها وإرثها العريق.
حكى المواطن شبيب بن حمد الدرمكي عن مجلس والده العتيق في العين، والذي حافظ على دوره كملتقى للأجيال، يساهم في تعليم الأخلاق والقيم بقيادة المجتمعات المحلية.
أكد الدرمكي أن المجالس عنصر هام في الحفاظ على التراث ونقل العادات والتقاليد بين الأجيال، واحتضنت الحوارات المصيرية التي شكلت تاريخ الإمارات الاجتماعي والثقافي.
الرميثي شدد على أهمية تعزيز دور المجالس في أحياء روح المبادرة الثقافية والاجتماعية، لتستمر في دورها الريادي كمراكز لاستضافت عابري السبيل وتعزيز الروابط المجتمعية.
دعا الدرمكي إلى تبني مبادرة عام المجتمع لتحويل المجالس لمراكز تفاعل مجتمعي تساهم في تنمية وصقل إمكانيات الشباب القيادية وتحقيق الأهداف الوطنية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم