إضاءة ساحة الوصل تفيض جمالاً وزهواً في قلب دبي
الأحد 16 نوفمبر 2025 - 10:19 م
من الذاكرة المكانية، والصحراء، والإحداثيات الجغرافية، ومن عمق التراث المحلي، استوحى سبعة فنانين إماراتيين أعمالهم التي قدموها في النسخة الثانية من ضي دبي في مدينة إكسبو دبي. فكسروا المألوف، وقدموا إبداعات يلتقي فيها جمال الفن التركيبي بتألق الضوء.
تقاطعت الأنوار مع الظلال في الكتل التركيبية والفراغات التي تحتويها. في حوار يُحيل الأعمال الفنية الى مجسمات نابضة بالحياة وذات إيقاع متحرك، ما يمنحها أبعاداً جمالية تجعل منها رحلة بصرية تغير ملامح المكان وتدعو المتلقي إلى إعادة تعريف الشكل والضوء في المهرجان، الذي يستمر حتى الغد في ساحة الوصل الشهيرة.
وتحت عنوان اتجاهات، قدّم الفنان محمد كاظم الإحداثيات الخاصة بمواقع عدة من العالم. فترتفع المنحوتة بشكل مخروطي، وتغطي سطحها المعدني أرقام محفورة بتقنية الليزر، وتمثل مدناً من شتى بقاع الأرض مع تعداد سكان كل منها، لتلتقي جميعها في دبي.
وقال الفنان محمد كاظم إن ارتفاع العمل يصل إلى 12 متراً، ويحمل الإحداثيات الجغرافية لمدينة إكسبو دبي، فضلاً عن إحداثيات أمكنة محملة بالذكريات، ومنها المنطقة التي ولد فيها، والاستوديو الذي كان يجمعه بالفنان الراحل حسن شريف.
أوضح كاظم أن الخامة المستخدمة تتفاعل مع الإضاءة الطبيعية وليس فقط الصناعية، لاسيما عند غياب الشمس، والعمل بتصميمه يتيح للمتلقي التفاعل معه، إذ صممه بعد دراسة المكان والمباني، وهو من الأعمال القابلة للتغيير.
وأضاف أن جمالية الفن البصري تقع في كونه يتيح للفنان العمل على جميع المواد، ومنها الضوء، سواء الطبيعي أو الصناعي، لاسيما أنه يضيف إلى جماليات العمل الفني مع الحركة المستمرة.
ومن خلال الضوء أيضاً، يستكشف الفنان خالد البنا الذاكرة المكانية والهوية، إذ استوحى عمله من التحولات الثقافية والعمرانية التي شهدتها الدولة. مضيفاً: إنه يجسد رحلة في الذاكرة إلى الماضي الجميل، وينتقل منه إلى الحاضر من خلال استحضار عناصر الحياة القديمة.
وأشار البنا إلى أن العمل عبارة عن أشكال هندسية مركبة، تحمل إيحاءات من البيوت القديمة، ووُظفت بشكل مبسط يُجسد الحاضر والمستقبل. وتابع: الانتقال من منحوتات صغيرة إلى العمل على مجسم ضخم شكّل تحدياً كبيراً.
قال البنا إنه شعر بسطوة المجسمات الكبيرة، بخلاف الصغيرة التي كان يشعر بسيطرته عليها، واعتبر أن الجمع بين الفن والإضاءة شكّل إضافة جديدة لتجربته. لاسيما أن الضوء يمنح العمل هوية مختلفة، ما يشكل تطوراً في مسيرته الفنية.
أما همسات الصحراء فهو عمل للفنانة، الزينة لوتاه، وتستكشف من خلاله العلاقة بين النور والحياة الصحراوية. إذ صممت مجسمات تشبه الخيام البدوية، عندما كان الضوء جوهرياً فيها وليس مجرد زينة، فأبرزت تسلل الضوء إلى الخيام المنسوجة وتحركاته مع الشمس.
وأكدت الزينة لوتاه أنها بدأت فكرة العمل من الشكل المعماري الخاص بالصحراء، إذ استهلت مشوارها من البيئة الصحراوية وكيف عاش الأهالي فيها وكوَّنوا عائلاتهم. وأشارت إلى أنها عملت على تماثيل ضوئية، فوضعت الخيمة التي تجمع الناس.
وضعت الزينة لوتاه أيضاً مجسمات أخرى تشكل الفوانيس التي كانت تستخدم في الماضي، ولفتت إلى أن جدها كان الملهم الأول لها في هذا العمل. وأفادت بأنها استخدمت بديل الفايبرجلاس كوسيط فني لأنه يساعد على إبراز الإضاءة من داخل المجسم.
قدمت مصممة المجوهرات علياء بن عمير، مجسماً بعنوان الحُبيبات، وهو عبارة عن قطعة فنية ضوئية مستوحاة من تقنية التحبيب القديمة في صناعة الحلي. إذ تُجمع الكريات المعدنية الصغيرة وتُدمج معاً لتكوين أسطح غنية بالتفاصيل.
وضعت الفنانة الأشكال الكروية المتكررة، التي يصعد الضوء من داخلها نحو السماء، لتعبّر عن الأنوثة. وقالت: أردت ربط العمل التركيبي بالمجوهرات، وتم الاشتغال على التصميم المستوحى من التراث، وقد تميز بتنفيذه وفق تقنيات سمحت باستخدام الضوء بشكل تصاعدي.
أوضحت علياء أنها استخدمت تقنيات معينة لتبدو قطعة الذهب كأنها تعود للعصر القديم، واختارت مادة الفايبرجلاس لتنفيذ المجسم، وشددت على أن المشاركة في المهرجان تُمثل فرصة مميزة. خصوصاً مع خروجها من إطار تصميم المجوهرات والتوجه إلى أفكار لم تتآلف معها.
قدمت الفنانة فاطمة لوتاه تجربة مغايرة مع الضوء ضمن ضي دبي على قبة الوصل، إذ استوحت عملها من سورة النور. قالت إنها ترى السورة ملهمة لذا تستحق أن يتم عرضها بطريقة مختلفة، بدلاً من مجرد كتابتها بالخط العربي.
أوضحت فاطمة أنها التقطت صوراً لأشجار الزيتون في منزلها بإيطاليا، ومن هذه الصور بُني العرض الخاص بالعمل على قبة الوصل، وتضمنت الصور كل تفاصيل العرض من الشجر حتى تساقط الزيت. اعتبرت أن العرض على قبة الوصل يمنح المتلقي الطاقة الخاصة بالآية.
استرجعت حصة الكندي التقاليد من خلال عملها الشبرية في مهرجان ضي دبي، إذ صنعت هذا الكرسي التقليدي وعرضته كتحفة فنية تشع بالذكريات. قدم أحمد العريف تحت عنوان سيمفونية المواسم ثلاثة أنظمة معرفة تراثية، إعادة تخيلها بشكل معاصر نابض بالحركة والضوء.
مواد متعلقة
المضافة حديثا