فورد تحذر: مصانع السيارات الكهربائية الأوروبية قد تصبح مدناً أشباحاً
الإثنين 15 ديسمبر 2025 - 04:10 ص
عبّر رجل الأعمال الأميركي المدير التنفيذي لشركة فورد العالمية، جيم فارلي، عن قلقه الشديد إزاء مستقبل صناعة السيارات الكهربائية في أوروبا. ويرجع ذلك إلى التنافس الشديد من الواردات الصينية للسيارات الكهربائية، مما يجعل الإنتاج الأوروبي الحالي أقل بثلاثة ملايين سيارة مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا.
تواجه أوروبا سيلًا متزايدًا من السيارات الكهربائية التي تحصل على دعم حكومي في الصين. هذه الواردات تُصمم بشكل يهدف إلى تفكيك بنية العمالة والصناعة الأوروبية، مما يضع القارة في مأزق. يرى فارلي أن أوروبا تحتاج إلى تعزيز قطاع سياراتها الخضراء أو المخاطرة بجعل سوقها تحت رحمة الواردات.
المفوضية الأوروبية تعتزم الكشف عن قوانين جديدة للتحول إلى السيارات الكهربائية، بما في ذلك تطوير أهداف انبعاثات الكربون. لكن القوانين الحالية، التي تضع الانتقال إلى السيارات الكهربائية الهدف الأساس، لا تعكس طلب المستهلكين في أوروبا، الذين لا يفضلونها بعد.
في المملكة المتحدة، تم فرض ضريبة جديدة على سائقي السيارات الكهربائية بقيمة ثلاثة بنسات لكل ميل، بينما تُقدَّم لهم خصومات حكومية تصل إلى 3750 جنيه استرليني للسيارات الكهربائية الجديدة. هذا التناقض يشكل تحدياً كبيراً للمستهلكين.
الشركات المصنعة الأوروبية تؤكد رغبتها في صناعة سيارات مستدامة، لكنها تجد صعوبة في التكيف مع قوانين غير واقعية. يفترض في القوانين أن تكون متوافقة مع دورة الإنتاج والتصميم، التي تستغرق وقتاً طويلاً وتتطلب الاستثمارات الضخمة.
أوروبا تواجه من جهة القوانين الأكثر صرامة لخفض الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، وذلك خلافاً للطلب الاستهلاكي على السيارات الكهربائية. بينما من جهة أخرى، تغمر السيارات الصينية السوق الأوروبية بتصاميمها المدعومة حكوميًا.
الصين تتمتع بفائض طاقة إنتاجية يكفي لتلبية طلب المشترين في أوروبا. فقد ارتفعت حصة السوق الصينية إلى مستوى قياسي، بينما ظلت حصة السوق الأوروبية ثابتة، ولا تزال بعيدة عن تحقيق أهداف 2025.
قطاع صناعة السيارات الأوروبية يعاني من تراجع في إنتاج السيارات الكهربائية، وفقدان 90 ألف وظيفة في 2024 يهدد الاستقرار الاجتماعي في القارة العجوز. هذا التراجع ليس فترة انتقالية، بل إشارة إلى تدهور تدريجي.
فارلي يوضح أن الصناعة لا تطلب دعمًا ماليًا، بل تحتاج إلى إعادة هيكلة ناجحة. مع انخفاض إنتاج ثاني أكسيد الكربون، يجب علينا تعديل الأهداف لتكون واقعية وقابلة للتحقيق، مع منح المستهلكين خيارات أوسع.
استثمار الشركات الأوروبية مئات المليارات لتطوير السيارات الكهربائية يحتاج إلى حوافز وتنمية الهياكل اللازمة لشحنها، تشترك الحكومات في هذه المسؤولية، وهي عامل حاسم في دعم التحول نحو مستقبل أخضر.
السياسات الحالية تعامل السيارات العادية كسيارات فاخرة، مما يزيد الضغوط على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تساهم بجزء كبير من الاقتصاد الأوروبي.
فارلي يعبر عن اعتزاز فورد بجذورها الأوروبية العريقة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في السوق الحالي. تحتاج أوروبا إلى خطة متكاملة لدعم صناعة السيارات الكهربائية وتجنب خسارة الريادة في هذا المجال.
مواد متعلقة
المضافة حديثا