الأعراس الجماعية: حلاً للديون والبذخ وتكريساً للتقاليد العريقة

تلعب الأعراس الجماعية في الإمارات دوراً مهماً في تعزيز التآلف والتعاون بين أفراد المجتمع، والحفاظ على القيم والتقاليد الراسخة. تُساهم هذه الأعراس في تحقيق الاستقرار الأسري وتقليل نفقات الزواج، ما يسهل الزواج المبكر بعيداً عن الضغوط المالية الكبيرة.

قدمت وزارة تمكين المجتمع نموذجاً فعالاً في تنظيم الأعراس الجماعية، مستمدة من الموروث الإماراتي. تُساعد هذه الأعراس في بناء أسر قوية ومستدامة، وتشجع التضامن الاجتماعي، مما يعزز النسيج المجتمعي.

تهدف الوزارة إلى تثبيت ثقافة الأعراس الجماعية كعادة مجتمعية راسخة، حيث يُساوى فيها بين الشباب والشابات. تشجع على استغلال الأموال التي تُصرف عادة على الاحتفالات في أمور تعود بالفائدة على تكوين أسر متماسكة.

قال خبراء اجتماعيون مثل محمد جمعة وحمد البلوشي إن الأعراس الجماعية تدعم الشباب وتقليل أعباء تكاليف الزواج الباهظة. إنها تمكّن الشباب من تأسيس حياة زوجية مطمئنة بدون اللجوء إلى الديون والإقراض البنكي.

شدد الخبراء على أهمية نشر ثقافة الأعراس الجماعية لفوائدها العديدة، مثل تسهيل الزواج، ترشيد النفقات، والحد من البذخ، وتعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب. كذلك، يمكن أن تسهم في تقليل معدلات العنوسة بين المواطنين.

التباهي ونفقات الزفاف المرتفعة من أكبر عوائق تنظيم الأعراس الجماعية. هذا العبء المالي يمكن أن يدفع العديد من العائلات نحو الديون، ولكن من خلال تثقيف الشباب يمكننا تعزيز مفهوم الترشيد والانفق الحكيم.

ينبغي على أولياء الأمور تسهيل إجراءات الزواج وعدم فرض تكاليف مالية باهظة لتجنب ارتفاع نسبة العنوسة. الأعراس الجماعية تعتبر تجسيداً للتعاون بين الناس ولها آثار إيجابية على المجتمع.

الآراء حول الأعراس الجماعية تتفاوت؛ فبعض الشباب يخشون من نظرة المجتمع، في حين يدعمها آخرون بقوة نظرًا لتخفيف الأعباء المالية التي يُواجهها الشباب حديثي العهد بالزواج.

تؤكد الأعراس الجماعية على تجنب الديون والخلافات الزوجية الناتجة عنها، والتي قد تؤدي إلى الطلاق. الحل يكمن في التوعية المجتمعية وتشجيع الزوجين على العيش بأقل التكاليف.