ملتقى الراوي: منصة تثري التراث الشفاهي وأدب الرحلات

الجمعه 26 سبتمبر 2025 - 04:17 م

ملتقى الراوي: منصة تثري التراث الشفاهي وأدب الرحلات

زينة خلفان

لقد أصبح "ملتقى الشارقة الدولي للراوي" في دورته الخامسة والعشرين منصة معرفية بارزة تجمع الباحثين والعلماء من مختلف أنحاء العالم، بهدف استكشاف التراث الشفاهي وأدب الرحلات العربية. ينظم هذا الملتقى معهد الشارقة للتراث، ما يجعله وجهة مهمة لمتخصصي هذا المجال.

شهدت الفعاليات حضوراً جماهيرياً كبيراً، حيث حرص الحضور على متابعة الجلسات وورش العمل المتنوعة. الباحثون قدموا أوراقاً علمية ناقشت أبعاد الرحلة في التاريخ والثقافة العربية، مشددين على أهمية الدور الإنساني والمعرفي للرحّالة في نقل المعرفة والثقافات.

أحد الجلسات البارزة كانت "رحلة في الذاكرة والسرد"، حيث شارك فيها رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد المر. أوضح المر في حديثه أن أدب الرحلات الذي يقدمه ليس مجرد سرد سياحي، بل هو انعكاس لتجاربه الشخصية وتفاعله مع الأماكن والناس.

أكد المر أن أسلوبه في الكتابة يشبه اليوميات، حيث يسجل خواطره وتأملاته، معتبراً أن أدب الرحلات يمزج بين السيرة الذاتية والقصصية. أضاف أن التصوير الفوتوغرافي فن مواز للكتابة لكنه لا يحل محلها.

أشار المر إلى أن التجارب يمكن أن تثير قراءات مختلفة بناء على خلفيات الكتاب، معترفاً بأنه يترك لنفسه حرية الدهشة في تعاملاته مع الشعوب والأماكن. وأضاف أن معظم المحتوى المرئي على المنصات الرقمية لا يقدم عمقاً ثقافياً، بل يكتفي بالسرد السطحي.

خلال الملتقى، وقع المر على ثلاثة من كتبه وهي "حول العالم في 22 يوماً"، و"زنجبار الجميلة"، و"مدغشقر سواحل وقوارب"، التي تناولت فيها تجاربه ومستخلصاته الثقافية.

وزير الثقافة في جمهورية المالديف، آدم ناصر، تحدث عن التأثير العميق للغة العربية على لغة بلاده "الديفيهي". أوضح أن التراث العربي أسهم في بناء مفردات وهياكل "الديفيهي"، مما يوضح رابطاً ثقافياً مستمراً مع العالم العربي.

ذكر الوزير التفاعلات التاريخية بين المالديف والدول العربية عبر التجارة والدين والسفر، والتي أدخلت العديد من المصطلحات العربية إلى "الديفيهي". أكد أن اللغة العربية تتجاوز كونها لغة دينية لتكون جسراً ثقافياً مهماً.

في جلسة ناقشت "مدن الإمارات والخليج العربي في أدب الرحلات والجغرافيا"، تم تقديم أوراق بحثية تناولت توثيق المدن والموانئ الإماراتية من قبل الرحّالة. تم تسليط الضوء على رحلة محمد جاسم السداح إلى الإمارات وقطر عام 1958، وأهمية التعاون الثقافي الكويتي.

تناولت واحدة من الأوراق سيرة ابن جبير الأندلسي ورحلات الحج، مركزة على التوثيق العمراني والاجتماعي، وجعلت كتابه مرجعاً هاماً للباحثين. كما تم استعراض جهود علي الكندي المرر في توثيق تاريخ الظفرة ومواردها.

في ورقة بحثية أخرى، وصف الدكتور سالم الطنيجي المدن الإماراتية من خلال كتابات أربعة رحالة من القرن الثالث إلى السابع الهجري، مؤكداً الدور الحيوي لسواحل الإمارات كمراكز للتواصل الحضاري.


مواد متعلقة