ريفية مغربية تتألق في فن التشكيل عبر التطريز على القماش

السبت 07 يونيو 2025 - 11:38 ص

ريفية مغربية تتألق في فن التشكيل عبر التطريز على القماش

زينة خلفان

نساء في المناطق الريفية بجنوب المغرب يشاركن في مشروع فني فريد من نوعه، حيث يقدمن لوحات تشكيلية مطرزة، يسعى لتعزيز أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية. أطلقت المشروع الفنانة المغربية الفرنسية مارغو درعي.

يقع المشروع في منزل متواضع بقرية سيدي الرباط، 70 كيلومتراً جنوبي أغادير، حيث تعمل 10 نساء على تحويل الأقمشة إلى لوحات فنية مستوحاة من صور فوتوغرافية قديمة لعائلة درعي التي غادرت المغرب في الستينات.

مارغو، 39 عاماً، عادت إلى وطنها الأم في نهاية 2022 لتحقيق حلم مشروع يفيد المجتمع، مستقطبة النساء من قرية سكانها 400 نسمة للعمل في إنجاز اللوحات المطرزة.

في غرفة تجري فيها العمل، أربع نساء يعملن بتأنٍ لإنهاء لوحة كبيرة تحاكي صورة من العشرينات التقطت في مدينة الصويرة السياحية.

حنان إشبيكلي، 28 عاماً، تعبر عن فرحتها وتقول: «المشروع غير حياتي، رغم أنني لم أكن أستخدم إبرة التطريز من قبل». درست حنان التمريض قبل أن تلتقي بمارغو، وهي الآن مديرة المشروع الفنية.

تؤكد درعي أن العاملات يتلقين أجوراً تفوق الحد الأدنى للأجر في المغرب، والكثير من النساء كن يأتين سراً إلى الورشة في البداية لأن السائد هو بقاء المرأة في المنزل.

خديجة أحويلات، مسؤولة الورشة، تقول: «أنا فخورة بمساهمتي في هذا التغيير، على الرغم من كونها بسيطة»، عادت خديجة للاستقرار في سيدي الرباط بعدما غادرتها لمتابعة دراستها.

تبدأ العملية بتصميم من مارغو وتجتمع الفريق لاختيار الألوان والغرز المناسبة، وقد يستغرق إنجاز اللوحة الكبيرة خمسة أشهر.

تم عرض اللوحات المطرزة في مراكش وباريس وبروكسل، وتُحضر لمعرضين في الدار البيضاء ودبي. تُباع اللوحات بنحو 5000 يورو.

عائشة جوط، والدة خديجة، انضمت للفريق بعدما كانت تعمل في التقاط بلح البحر على الشاطئ وتربية الماشية. تقول: «أشعر بالراحة هنا وأحب مشاركة معارفي مع نساء أخريات».

تعلمت عائشة التطريز في سن الثانية عشرة، وأصبحت مشرفة على تعليم تقنيات التطريز لفريق مكون من نساء عازبات وأرامل.

حدية نشيط، 59 عاماً، تشير إلى قلة فرص العمل وتقول: «لم أتردد عندما أتيحت لي هذه الفرصة».

أما فاطمة لشقر، 59 عاماً، تقول: «لم أتردد في تعلم التطريز مجدداً بعد توقف لأكثر من 20 عاماً، إنها فرصة نعمة تساعدني في إعالة أسرتي».

اللوحات المطرزة تُعرض بمراكش وباريس وبروكسل وتستعد لمعرضين قادمين في الدار البيضاء ودبي، وتُباع بقيمة تصل إلى 5000 يورو.


مواد متعلقة