العيّالة: فن تراثي يستمر من الأجداد للأحفاد بحكايات وألحان
الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 02:43 م

في ظل عراقة التراث، تتلاحم الأصوات مع ذكرى الماضي وتتراقص الخطى على إيقاع الإنجازات، ينبثق الحديث كما لو كان نشيداً صادر من قلب الصحراء، ويحمل في داخله قصة وطن لا يشيخ، وأصالة لا تنطفئ.
بين دفء العيالة وصوت الحربية، يظهر صوت عمر الكعبي وفرقته كحراس لذاكرة جماعية، ينسج من كلماته خيطاً من الوفاء والعرفان، ويشعل في الأرواح شعلة الفخر والانتماء.
على إيقاع خطوات الأجداد، يتحدث عمر الكعبي، رئيس فرقة الواحة لفن العيالة والحربية، بصوت ممتلئ بالاعتزاز عن إرث لا يتحدد بزمان أو مكان، قائلاً بكلمات مشبعة بالامتنان: "جزاهم الله خير، معازيبنا يبذلون كل جهد لدعمنا، فهم مرجعنا ونبراسنا، يدفعوننا لحفظ التراث ويغمروننا بعطائهم الخيّر".
يتابع الكعبي حديثه بفخر، متأملاً في تطور معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي أصبح كل عام أكثر تألقاً، قائلاً: "شاركنا في النسخة الماضية، ونواصل هذا العام لأن في كل معرض ومناسبة وطنية فرصة لنعرف العالم بتراثنا، ونظهر له عاداتنا وتقاليدنا التي نعتز بها".
يتحدث الكعبي عن العيَّالة، الفن الذي يرحب بالضيف قبل المصافحة، قائلاً: "العيالة، أو الرزفة كما عرفت قديمًا، هي تحية الوطن للزائر، وهي عندما يتحول الكرم لإيقاع، والتراث حين يغنى، فهي مقدمة كل فعالية والأساس، نبض الأرض تستقبل من يأتي".
يتعمق الكعبي في تفاصيل هذا الفن، متحدثًا عن تناغم الأصوات واختلاف المقامات، موضحًا: "خلال الأيام الماضية، كانت الفرق تتناغم وتتغير الطبقات الصوتية حسب الشلة، حوار شعري موسيقي لا يخلو من الروح الجماعية".
يستشهد الكعبي بأبيات من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قائلاً: "مرحبا يا حي فضل الله/حي من تزهو به أوطاني/الغضي لي له قدر والله/احترام وجاه وشان/لي ينير الحوش والفلة/والحشا منهوب يا فلان/لي بقلبي باني حلة/ما يخلفه واحد ثاني".
يضيف الكعبي: "نضع هذا البيت في مقدمة الاستقبال، لتعبر عن رسالة ترحيب واضحة".
يتحدث الكعبي عن نشأة الفرقة قائلاً: "تأسست الفرقة منذ زمن، وكل جيل يسلم الأمانة للجيل الذي يليه. توليت المهام منذ 2016، وشاركنا داخل وخارج الوطن بدعم لا محدود من معازيبنا الذين آمنوا برسالتنا".
يؤكد الكعبي أهمية تقديم التراث كما هو قائلاً: "عند حضور الزوار من كل مكان، علينا إظهار تراثنا الحقيقي، كيف نعيشه وليس مجرد حديث عنه".
يختم بتعبيرات مليئة بالفخر والوفاء قائلاً: "نعتز بتراثنا الذي وثقته اليونسكو، ونحضر في كل مناسبة وطنية، وكل معرض ومهرجان، وسنظل نحمل هذه الرسالة وننقلها إلى الأجيال القادمة".
عمر الكعبي: "العيالة تراث حي نفتخر به ونحرص على نقله للأجيال."
مواد متعلقة
المضافة حديثا