مرضى نفسانيون يشاركون قصص علاجهم عبر مقاطع فيديو قصيرة

الجمعه 10 أكتوبر 2025 - 12:04 ص

مرضى نفسانيون يشاركون قصص علاجهم عبر مقاطع فيديو قصيرة

ضاحى بن سرور

رصدت الإمارات اليوم محتوى فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يعكس تجارب لمرضى نفسيين يشاركون معاناتهم في محاولة للحصول على دعم الآخرين أو لدعم المرضى المشابهين لهم. بعض هؤلاء تحولوا إلى مؤثرين نفسياً يقدمون نصائح للآخرين.

أطباء ينبهون من مخاطر الإصابة بانتكاسات نفسية نتيجة الإفراط في المكاشفة العلنية، حيث يمكن لهذه الظاهرة أن تساهم في زيادة تعقيد الحالة النفسية للمريض وفقدان الخصوصية التي يحتاجها للتعافي.

فتاة وثّقت لحظات اكتئابها بعد تشخيصها بحالة "اكتئاب مقاوم للأدوية" باستخدام بخاخ علاجي جديد. ورغم رفض والدتها، شاركت الفيديو على الأنترنت دعماً للمرضى الآخرين.

شهد الفيديو تفاعلاً كبيراً؛ البعض تفاعل مع الفتاة بتعاطف وتشجيع، بينما انتقدها آخرون أو سخروا منها. وقدم بعضهم اقتراحات علاجية مختلفة أو بدائل دوائية.

أطباء أوضحوا أن المكاشفة العلنية قد تكون بدوافع البحث عن القبول والانتماء أو محاولات لإعادة بناء الهوية بعد المعاناة.

المختصون حذروا من تبعات تلقي ردود فعل سلبية مثل التنمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الخجل أو اضطراب المزاج، وربط التقدم النفسي بتفاعل إلكتروني بدل التقدم الشخصي الحقيقي.

في حالات معينة، قد تسبب المكاشفة انتكاسات نفسية عندما يتعرض المريض لسخرية أو استهزاء، منوهين بضرورة التفكر قبل المشاركة عن تجارب مشابهة.

المختصون يوصون بالمشورة الاحترافية قبل تقديم نصائح نفسية ويتوجب أن يكون المحتوى مبني على أسس علمية ومهنية.

ستشاري الطب النفسي الدكتور أمل عطوة إبراهيم تؤكد أن وسائل التواصل يمكن أن تساعد في كسر الوصمة النفسية، لكن قد تُسهم أيضًا في تعقيد حالات المرضى بسبب الإصرار على المكاشفة المستمر.

المرضى قد يشاركون تجاربهم للعلاج بين دافعي البحث عن الدعم والتقدير أو لتحويل المعاناة لرسالة أمل، مؤكدين أهمية الاستعانة بالمختصين قبل المُضي في ولا مواجهة ردود الأفعال.

المشاركة العلنية في التجارب النفسية يجب أن يتم بعقلانية وبعد التشاور مع المعالجين.

دكتور عبدالسلام الحكيم نبه من إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مسائل الصحة النفسية مؤكداً على ضرورة الاستناد إلى المصادر المهنية المعتمدة عند مشاركة مثل هذه الأمور.

قد يحاول المرضى تقليد تجارب الأخرين مما قد يؤدي إلى تفاقم حالتهم، ولذلك حذر من المتابعة العشوائية للمحتويات المنشورة.

الأخصائية النفسية حصة الرئيس تشير إلى أن التفاعل المجتمعي مع تجربة المرضى النفسيين قد تبدأ بالتعاطف ثم تقدير الشجاعة لطلب المساعدة.

تشارك كل من النساء والمراهقين تجاربهم النفسية بشكل قد يُعرضهم للتنمر أو السخرية، مما ينعكس سلبًا على ثقتهم بالنفس وعلاقاتهم الاجتماعية.

رغم المخاطر، فإن القيادة في الحديث عن التجارب النفسية قد تُسهم في ثقافة مجتمعية واعية ومحترِمة للأمراض النفسية.


مواد متعلقة