إيطاليا: تصاعد العنف ضد النساء وتحديات المساواة في عصر ميلوني
الخميس 20 نوفمبر 2025 - 05:07 ص
عاشت عارضة الأزياء سيدة الأعمال الإيطالية، باميلا جينيني البالغة من العمر 29 عاماً، حياة حالمة يحسدها الكثيرون عليها. كنت تقيم في ميلانو وبدأت مسيرتها كوكيلة عقارات ناجحة متخصصة في العقارات الساحلية ذات العوائد الكبيرة.
لم يقتصر نجاحها على هذا المجال بل امتد أيضاً إلى كونها مؤثرة شهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد اكتشافها عبر برنامج تلفزيوني شهير قبل 10 سنوات.
أطلقت لاحقاً خط إنتاج خاص بملابس السباحة بالتعاون مع مؤثرة أخرى. استطاعت باميلا أن تبرز في مجال الأعمال في بلد يعاني من ارتفاع البطالة وعدم استقرار فرص العمل للشباب.
ومع ذلك، انتهت حياتها المشرقة فجأة وبشكل مأساوي في إحدى أمسيات أكتوبر، حينما دخل صديقها جيانلوكا سونشين، الذي يبلغ من العمر 52 عاماً، إلى شقتها وقام بطعنها حتى الموت.
حينما وصلت الشرطة عثرت على جثة باميلا في شرفتها، بينما كان جيانلوكا واقفاً بجانبها، وفق ما أكد قاضي التحقيق.
جيانلوكا يقبع الآن في السجن بانتظار توجيه التهم رسمياً، والتي تشمل القتل العمد وأعمال القسوة والمطاردة والتخطيط المسبق.
محاميه أوضح لشبكة سي إن إن أن موكله لم يجب عن أي سؤال يتعلق بالحادثة حتى الآن. في إيطاليا، جينيني كانت الضحية رقم 72 هذا العام ضمن سلسلة قتل النساء، وغالباً ما يكون الجاني شريك حالي أو سابق.
منذ مقتلها، قتلت أربع نساء أخريات، ويتم بحث ست حالات أخرى كجرائم قتل محتملة. في العام الماضي سجلت 116 جريمة قتل بحق نساء، وهذا الرقم لا يختلف كثيراً عن السنوات السابقة.
بعد مرور ثلاث سنوات على تولي جورجيا ميلوني منصبها الحكومي، يتساءل المحللون إن كانت الإجراءات كافية لمواجهة العنف ضد المرأة وعدم المساواة في سوق العمل.
انتقادات وتساؤلات دفعت بالمتظاهرين للمطالبة بحماية النساء والمساواة في الوظائف. الإحصاءات الرسمية تشير إلى تراجع معدل المواليد بنسبة 6.3% في عام 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
بالإضافة إلى أنّ النساء الإيطاليات ما زلن يتقاضين رواتب تقل بنسبة 40% عن الرجال في الوظائف نفسها. تواجه ميلوني اتهامات بعدم اتخاذ الإجراءات المناسبة، ورغم جهودها إلا أن الانتقادات مستمرة تجاه قضايا المرأة والعدالة.
ميلوني نفت الاتهامات وأكدت أنها تدافع عن الأسرة وترفض أن تُختزل في صورة تتناقض مع حقوق المرأة، مشيرة إلى أن ما يُقال عنها أخبار كاذبة.
تظل إيطاليا واحدة من الدول القليلة في أوروبا التي لا توفر تعليم جنسي إلزامي في المدارس.
بالإضافة للتحديات المتمثلة في التوظيف والاستقلال الاقتصادي وتكوين الأسر، حيث شهد العام الماضي أدنى معدل مواليد، مع استمرار التراجع في عام 2025.
تُلقى اللوم على النساء لعدم الإنجاب، ومن بين المنتقدات ميلوني التي دعمت تعزيز الأسرة التقليدية ودعت لتشريعات ضد تأجير الأرحام والوصول لعيادات الإجهاض.
ولكن منتقدوها يرون أنها لم توفر البدائل لدعم الأسر في رعاية الأطفال، رغم وعودها الانتخابية، والتي تضمنت إنشاء مراكز للرعاية النهارية.
ويظهر تقرير الفجوة الجنسية الصادر مؤخرًا أنّ إيطاليا تحتل مرتبة منخفضة ضمن الدول الأوروبية من حيث المساواة بين الجنسين في الاقتصاد.
زعيمة الحزب الديمقراطي إلي شلاين من أبرز المنتقدات لسياسات ميلوني بخصوص قضايا المرأة، معترضة على التخفيضات الجديدة في الميزانية.
لكنّ آراء النساء ليست متفقة في هذا الشأن، فهناك من يدعمن ميلوني ورغبتها في دعم العائلات التقليدية كبياتريس كوستا، التي تشعر بسعادة لوجودها في السلطة.
بدورها، تعبر كوستا عن سعادتها لوجود ميلوني وقدرتها على تعزيز الأسرة وقامت بتكوين أسرتها الخاصة، رغم الصعوبات الخارجية التي تشجع العمل المهني.
بالمقابل، تعبر أريانا ريتشي عن إحباطها من غياب الحوافز الكافية لتكوين أسرة مستدامة، خاصة في ظل غياب الأمان الوظيفي والرعاية المدفوعة للأمومة.
هناك نساء قُتلن على أيدي شركائهن منذ بداية عام 2025، والنساء الإيطاليات يواجهن صعوبات في العمل والاستقلال الاقتصادي. حكومة ميلوني أقرت بعقوبات مشددة للعنف المنزلي، ولكن الفجوات لا تزال قائمة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا