انتشار الدروس الخصوصية ليصل إلى الجامعات

الأحد 02 نوفمبر 2025 - 10:20 م

انتشار الدروس الخصوصية ليصل إلى الجامعات

عائشة الغانم

انتشرت إعلانات لمكاتب خدمات تعليمية تروج للدروس الخصوصية لطلاب الجامعة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية العام الأكاديمي، حيث اعتمدت بعض المنصات والأساتذة على هذا الأسلوب لجذب الطلاب بادعاء خبراتهم.

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أنها أوقفت 20 مادة إعلانية قبل انتشارها، وحدد أكاديميون خمسة أسباب لجوء الطلاب إلى الدروس الخصوصية.

رصدت الإمارات اليوم إعلانات لأشخاص ومنصات تعليمية تستقطب طلاب الجامعات للدروس الخصوصية مقابل مبالغ تتراوح بين 250 و500 درهم في الساعة، وتقدم أيضاً خدمات إعداد الأبحاث وتكليفات الكليات في مواد متعددة.

تضمنت المواد المتاحة للدروس الخصوصية العلوم الاجتماعية والنفسية والقانون بفروعه واللغات والإحصاء والمحاسبة والمالية والاقتصاد والمواد الهندسية والعلوم الطبية.

أشارت منصات تعليمية إلى أن تقديم دروس خصوصية جامعية «أون لاين» يلبي حاجة الطلاب لسد الفجوات وتعزيز المهارات وتأهيلهم لسوق العمل.

تختلف التكلفة حسب صعوبة المواد وخبرة مقدّم الخدمة، حيث ترتفع الأسعار للمواد العلمية، وكلما زادت خبرة المعلم ارتفع السعر.

تتضمن خدمات المنصات لطلاب الدراسات العليا المساعدة في توفير المراجع العلمية لجميع التخصصات وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه وما يتعلق بأي أبحاث أخرى.

تباينت الأسباب وراء لجوء الطلاب إلى دروس الخصوصية، منها صعوبة الفهم، وضعف المهارات البحثية والكتابية، وضيق الوقت، والاعتماد سابقاً على المعلم الخصوصي.

أكدت خبيرة القيادة التربوية، الدكتورة فاطمة المراشدة، أن ظاهرة الدروس الخصوصية انتقلت إلى المرحلة الجامعية، مشيرة إلى أن المنصات الرقمية شكلت سوقاً جديدة.

عكست الدروس الخصوصية فجوة بين أساليب التدريس الجامعي وتوقعات الطلاب، حيث تتركز على الجانب النظري وعدم كفاية الدعم العلمي.

شددت المراشدة على أن الحل يتمثل في تطوير التعليم الجامعي ليكون أكثر تفاعلاً ودعماً، وتعزيز مهارات البحث والتفكير النقدي لدى الطلاب.

أشار أستاذ علوم الحاسوب بجامعة أبوظبي، الدكتور مراد الرجب، إلى اعتماد الطلاب على مكاتب خارجية لإعداد مشاريعهم، مقابل دفع مبالغ مالية.

أشار إلى انتشار حسابات مجهولة تقدم خدمات جامعية، بعضها متخصص في مواد معينة.

علل الرجب السبب بالعبء الكبير على الطالب، وكثرة الطلبات في كل مادة، مع تراجع الشغف لدى الطلاب وزيادة الاتكالية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأيدته أستاذة علوم البيانات في الجامعة الأوروبية، الدكتورة إيمان أبوخوصة، مشيرة إلى وجود فجوة في العلاقة بين الطالب ومؤسسته التعليمية.

قالت إن هذا يعكس تحولاً في ثقافة التعليم، والطالب يركّز على اجتياز المتطلبات الأكاديمية.

وتحدثت عن أهمية تحويل القاعات إلى مساحات نقاش وربط المقررات بقضايا واقعية.

أكدت أن للممارسات التربوية الواعية دور في إعادة الثقة بين الطالب والجامعة.

أشارت دكتورة القيادة التربوية في جامعة أميتي، ميغري نظاريان، إلى أن الدروس الخصوصية لم تقتصر على المدارس بل امتدت للجامعة.

وقالت إن البعض يرى الدعم الخارجي وسيلة ناجحة بدلاً من تطوير المهارات الذاتية.

حذرت نظاريان من الاعتماد على الدروس منذ المراحل الأولى، وركزت على أهمية تطوير مهارات التعلم الذاتي.

أضافت أن التوعية بمخاطر الاعتماد على دعاة خارجيين مهمة للحفاظ على الأصالة الأكاديمية.

بدأت وزارة التعليم العالي تطبيق إطار التقييم القائم على المخرجات لقياس جودة التعليم وتحديد نقاط القوة والفرص.

وتسعى الجامعات لدعم الطلاب بطرق متعددة لتوفير البيئة الأكاديمية المناسبة.


مواد متعلقة