علاج الضحايا باللعب: وسيلة للإجابة عن الأسئلة المخفية

الأربعاء 15 أكتوبر 2025 - 02:38 ص

علاج الضحايا باللعب: وسيلة للإجابة عن الأسئلة المخفية

عادل جمال

أوضحت شيخة سعيد المنصوري، المدير العام بالإنابة لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أن علاج اللعب يُعتبر وسيلة فعّالة في التعبير عن المشاعر الداخلية العميقة وطرح الأسئلة الصامتة.

يمكن للضحايا من خلال هذا العلاج سرد تجاربهم المؤلمة بطريقة تعبيرية تتناسب مع حالتهم النفسية.

أشارت المنصوري في حديثها إلى "الإمارات اليوم" إلى أن الاستثمار في تطوير مثل هذه الأدوات العلاجية المبتكرة هو استثمار في مستقبل المجتمع وتماسكه.

منذ عام 2010، أُدرج علاج اللعب ضمن البرامج العلاجية في المؤسسة.

وأضافت: "مع تزايد الوعي بأهمية الصحة النفسية للأطفال وظهور التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي،

نتوقع أن يشهد هذا المجال توسعاً في المستقبل.

يُرجح أن يتطور ليشمل أساليب أكثر تفاعلية رقمية وأدوات للحلول الجديدة.

هدفنا أن تصبح المؤسسة رائدة في هذا المجال على مستوى المنطقة.

تتابع المؤسسة نتائج البرامج العلاجية بشكل منتظم باستخدام أدوات تقييم علمية واستبانات دورية،

بالإضافة إلى متابعة حالات الأطفال الذين تلقوا العلاج باللعب على حدة.

قالت: "لاحظنا تقدمًا واضحًا في قدرة الأطفال الذين تلقوا العلاج على التعبير عن مشاعرهم وتجاوز الصدمات.

كما نملك قصص نجاح لأطفال استطاعوا استعادة ثقتهم بأنفسهم والاندماج من جديد في حياتهم اليومية".

تستقبل المؤسسة حالات ضحايا من جهات مختلفة، مثل الشرطة والنيابة العامة والجهات الاجتماعية.

وفي بعض الأحيان، تُكتشف الحالات في المدارس ويجري تحويلها عبر القنوات الرسمية.

ذكرت الدكتورة غنيمة البحري، مديرة إدارة الرعاية والتأهيل بالمؤسسة، أن العلاج باللعب طُبق في بدايته على ثلاث حالات من الأطفال في المدى العمري 8 إلى 10 سنوات.

كان هؤلاء الأطفال من خلفيات مختلفة وعانوا من أنواع عنف مختلفة.

أضافت أن المشاكل تضمنت صعوبات في التركيز وتدهور في الأداء الأكاديمي،

فضلاً عن صعوبة في التفاعل مع الأقران والالتزام بالسلوكيات المقبولة.

استُخدم العلاج السلوكي بداية، والذي يعتمد على الثواب والعقاب وتقنيات تعديل السلوك،

لكن لم يلاحظ استجابة، مما دفع الفريق لاحقًا لاعتماد العلاج باللعب.

حول مدة العلاج، أشارت إلى أن بعض الحالات استغرقت ستة أشهر، بينما احتاجت حالات أخرى إلى فترة أطول.

قُدّمت أيضًا توجيهات مستمرة لمقدمي الرعاية لضمان الدعم المناسب خلال فترة علاج الأطفال.

وجدت الملاحظات تحسنًا إيجابيًا بعد الجلسات السادسة أو السابعة،

لكن النتائج اختلفت من حالة لأخرى، وتعتمد على نوع العنف الذي تعرّضت له الضحية.

لاحظ الفريق أن الأطفال الذين لم يستجيبوا للعلاج التقليدي أبدوا تجاوباً أفضلاً مع العلاج باللعب،

إذ استمتعوا بالأنشطة التعلمية المصممة خصيصًا لتلائم ميولهم وقدراتهم.

أثناء تطبيق هذا النوع من العلاج، أُعطي كل طفل فرصة للاستكشاف في بيئة مخصصة لهذا الغرض،

وملاحظة تفاعلاتهم وطريقة لعبهم، ساهم في تحديد طريقة العلاج المناسبة.

رصدت المؤسسة تحسنًا في درجة الهدوء والتركيز الأكاديمي للأطفال بعد تلقي العلاج،

ما أدى إلى نجاحهم في المراحل الدراسية.

تمكن العديد من الأطفال من تحقيق استقرار حياتهم بعد التحديات التي واجهوها،

بما في ذلك التخرج من المراحل الثانوية والحصول على وظائف.

شهدت إحدى الحالات الطفولية، التي كانت تعاني من تأخر دراسي وإنذارات مدرسية،

تحسنًا مشهودًا بعد اعتماد أسلوب اللعب الحر حسب الأشياء التي تقدّم في العلاج.

كانت المؤسسة تركّز على حالات العنف واضطراب الكرب ما بعد الصدمة والاكتئاب،

وغيرها من المشاكل السلوكية.

يراقب فرق المؤسسة المختصين علامات التحسن عن كثب لضمان فعالية العلاج.

يعمل الفريق المتكامل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد ولعائلاتهم عند الحاجة.

تُحقق المؤسسة قصص نجاح ملموسة، حيث استطاعت بعض الحالات بناء أسر مستقرة.

مواد متعلقة