السيارات المؤجرة: كيف تصبح ضحية لقرصنة إلكترونية أثناء السفر؟

الخميس 04 ديسمبر 2025 - 11:37 م

السيارات المؤجرة: كيف تصبح ضحية لقرصنة إلكترونية أثناء السفر؟

حبيب راشد

مع اقتراب العطلات الشتوية واتجاه العديد من العائلات للسفر، أطلقت تقارير تقنية وتحذيرات من خبراء الأمن السيبراني بشأن مخاطر خفية قد تهدد خصوصية المسافرين. من أبرز تلك المخاطر الاعتماد على السيارات المستأجرة والشواحن العامة للهواتف الذكية، وهو ما قد يتسبب في تهديدات تكنولوجية وأمنية تتعلق بسرية البيانات.

أوضحت تقارير الأمن السيبراني أن العديد من المسافرين يقومون بمزامنة هواتفهم مع السيارات المستأجرة دون ضوابط واضحة. تلك العملية تهدف إلى إجراء المكالمات والاستماع للموسيقى واستخدام تطبيقات الملاحة. غالباً، يمنح المستخدمون السيارات إذناً بالوصول إلى بيانات هواتفهم لتحقيق استفادة أكبر، لكن هذا يفسح المجال للوصول إلى معلومات حساسة ودقيقة.

علاوة على ذلك، تمكّن تلك الإذونات السيارات من الاطلاع على سجل المكالمات والرسائل والبريد الإلكتروني وقائمة الاتصال. كما تشمل الوصول إلى التقويم الشخصي وبيانات تحديد المواقع، مما قد يشكل قيمة ضخمة حال وصول القراصنة لها عبر أنظمة السيارة. الأمر الذي يفرض أهمية الانتباه والحذر قبل السماح للمركبة بالوصول إلى هذه البيانات الحساسة.

تضيف تلك التقارير أن القراصنة يستطيعون استغلال هذه المعلومات لاختراق حسابات المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي والحصول على كلمات المرور وأسماء المستخدمين. ممكن أن يتم الاختراق عبر أنظمة البلوتوث، حيث يحاول المخترقون ربط أجهزتهم بالمركبة دون علم المستخدم أو إرسال ملفات ضارة.

أشارت التقارير أيضاً لاستخدام الشواحن العامة للهواتف الذكية كأحد المخاطر التي قد يغفل عنها بعض المسافرين. حيث تحتوي بعض الشواحن العامة على برمجيات خبيثة معدة مسبقاً لسرقة البيانات وكلمات المرور بمجرد توصيل الهاتف بها.

أكد خبراء التقنية والأمن الإلكتروني، على ضرورة الالتزام بإرشادات احترازية لتجنب الاختراق أو القرصنة سواء عبر الشواحن العامة أو السيارات المستأجرة. هذا يعتبر ضرورياً للمسافر في ظل سهولة الوقوع ضحية لهذه التهديدات دون إدراك كافياً.

عرّف عماد الحفار، رئيس المستشارين الأمنيين لدى مؤسسة كاسبرسكي، وجود العديد من الفخاخ الخفية التي قد تؤدي إلى اختراق الهواتف أثناء السفر. ومن أبرزها الشواحن العامة التي قد تحتوي على برمجيات خبيثة تصل للبيانات الخاصة دون علم صاحب الجهاز.

نصح الحفار بتجنب استخدام الشواحن العامة والاعتماد على الشواحن الشخصية أو مصادر شحن موثوقة. وشدد على ضرورة تثبيت برامج حماية إلكترونية وتشفير البيانات الحساسة قبل السفر. كما أشار إلى ضرورة الحد من الاتصال الكامل بالسيارات المستأجرة وتفريغ البيانات المخزنة بالسيارة بعد استخدامها.

من الجانب الآخر، أوضح الدكتور محمد الفقي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أهمية الانتباه للممارسات الخاطئة التي قد يقع فيها المسافر دون قصد. مثل استخدام شواحن غير موثوقة مما يجعل الهاتف عرضة للاختراق.

أوصى باستخدام برامج حماية فعالة وكلمات سر قوية والاعتماد على أنظمة الدخول البيومترية. كما أكد عدم السماح بنقل البيانات عند الشحن وتجنب استخدام الشواحن العامة غير الموثوقة.

أما خبيرة التقنية، جيسي كيملر، فأشارت إلى أهمية تجنب الشواحن العامة غير الآمنة مع الحرص على حذف البيانات المخزنة في السيارات المستأجرة. كما نصحت بتقييد البيانات التي يسمح للسيارة بالوصول إليها وعدم تخزين أو قراءة البيانات دون إعادة مزامنة آمنة.


مواد متعلقة