تقليل القلق والتوتر: اكتشف دور الزبادي الفعَّال
الإثنين 14 أبريل 2025 - 09:32 ص

يعتبر الزبادي من الأطعمة التي تتمتع بفوائد صحية عديدة، وذلك بفضل احتوائه على البروبيوتيك، التي تُعزز صحة الإنسان بشكل كبير. وتشير الدراسة الأخيرة إلى أن استهلاك الزبادي أو المكملات الغذائية الغنية بالبروبيوتيك قد يساهم في التقليل من المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر والتعب.
أجرى الباحثون في جامعة لايدن الهولندية الدراسة، حيث أظهرت النتائج أن هناك علاقة قوية بين صحة الأمعاء والصحة النفسية. وتم نشر هذه النتائج في مجلة "أبحاث الصحة النفسية" العلمية.
ركز الفريق على تأثير البروبيوتيك، التي تعتبر بكتيريا مفيدة تعزز صحة الجهاز الهضمي والمناعة، وتأثيرها على الحالة النفسية للأصحاء. يمكن العثور على البروبيوتيك بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل الزبادي، والجبن المخمر، والمخللات، بجانب توفرها كمكملات غذائية.
أصبحت البروبيوتيك محط اهتمام في السنوات الأخيرة لدورها المحتمل في تحسين الحالة النفسية، بفضل ما يسمى بـ"محور الأمعاء – الدماغ"، وهو العلاقة القوية بين صحة الأمعاء والمزاج العام. استخدم الباحثون في دراستهم عينة من الشباب الأصحاء الذين تناولوا المكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك يوميًا لمدة شهر.
تمت متابعة الحالة النفسية للمشاركين عبر استبيانات يومية واختبارات حاسوبية، بالإضافة إلى تقارير دورية عن حالتهم المزاجية لتحديد كيفية تعاملهم مع مشاعرهم.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين تناولوا البروبيوتيك شعروا بانخفاض ملحوظ في المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر والإرهاق والاكتئاب، مقارنة بالذين تناولوا دواءً وهميًا. ولحظت التحسنات في المزاج بعد أسبوعين من بدء تناول البروبيوتيك، وهي نفس الفترة التي تستغرقها مضادات الاكتئاب لتظهر فاعليتها.
ولاحظ الباحثون أن البروبيوتيك كانت فعالة في تقليل المشاعر السلبية فقط دون التأثير على المشاعر الإيجابية، إذ أن مضادات الاكتئاب قد تؤثر على المزاج بكامله. ومع ذلك، أكد الباحثون أن البروبيوتيك لا يُعتبر بديلاً عن الأدوية المضادة للاكتئاب لمرضى الاكتئاب.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن الأفراد الذين يتجنبون المخاطر أو يتمتعون بسمات شخصية معينة قد يستفيدون أكثر من تناول البروبيوتيك. وأشارت النتائج أيضًا إلى تحسن بسيط في قدرة المشاركين على التعرف على تعبيرات الوجه، مما يشير إلى تأثير البروبيوتيك المحتمل على معالجة الإشارات العاطفية.
أوضح الباحثون أن البروبيوتيك تتمتع بأمان طبيعي وتعد خيارًا نسبيًا آمنًا، ويمكن أن تكون وسيلة فعالة لتحسين الحالة النفسية دون الحاجة إلى الأدوية في حالات معينة، خاصة في سياق الوقاية أو التدخل المبكر.
دعا الباحثون إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج واستكشاف إمكانيات استخدام البروبيوتيك كوسيلة لمنع تطور المشاعر السلبية إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم