تأثير تصريحات رؤساء وزراء بريطانيا السابقين يُثير ضجة سياسية
السبت 09 أغسطس 2025 - 05:34 ص

وفي نهاية هذا الأسبوع فقط، حاولت كيمي بادينوخ، زعيمة حزب المحافظين البريطاني الحالي، النأي بنفسها عن الإرث الاقتصادي المتعثر لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، ما أثار غضب الأخيرة وخلق توتراً بين الأوساط السياسية.
مسألة تدخل رؤساء الوزراء السابقين تبقى موضوعًا ملتهبًا إذ يعتبرهم البعض أنهم لا يتركون المجال لقادة جدد لتوطيد السياسات، لا سيما أن خلفاؤهم يستأنسون بآراء سلفائهم وخصوصًا أن لهم دراية واسعة بالملفات.
سياسيين مثل توني بلير وغوردن براون، يُلاقون صدى واسع في إبداء وجهات نظرهم بالرغم من أن البعض يعتبر أن تدخلاتهم قد لا تخدم دوما أجندة الحزب الحاكم.
ويرى بعض المؤرخين أن العديد من رؤساء الوزراء السابقين يشعرون بأنهم لم ينهوا كل مهامهم خلال ولايتهم، مما يجعلهم يسعون للعودة للساحة بدور من الأدوار ولو كان في المشورة أو إبداء الرأي.
يعتقد الكثيرون أن بعض التدخلات تعكس شعوراً بالمسؤولية من قبل أولئك الذين كانوا في يوم ما يتحملون مهام كبيرة وهي قيادة البلاد.
منذ فوز ستارمر الساحق قبل أكثر من عام بقليل، توالت تدخلات بلير وبراون بوتيرة سريعة. حيث استخدم الأول مؤسسته الخاصة لنشر سلسلة من أوراق السياسات التي تسعى لتوجيه مستقبل بريطانيا نحو مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي.
براون، الذي ترك منصبه عام 2010، اتخذ من العدالة الاجتماعية محورًا له إذ يحاول أن يكون صوته مؤثراً في قضايا تهم المجتمعات، ويجد في نشر المقالات والكتب وسيلة لإيصال وجهة نظره للعامة.
مثالاً آخر هو جون ميجور الذي استغل العودة إلى الساحة العامة خلال سنوات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليكون صوتًا معارضًا للسياسات التي يرونها غير صائبة.
بينما كيمي بادينوخ تسعى جاهدة لتقديم صورة جديدة لجيل جديد بعيدًا عن إرث الماضي، مما يدفعها لتحريك ملفات سياسية واقتصادية بجرأة.
باستمرار، يتم طرح السؤال عن كيفية إعادة صياغة دور رؤساء الوزراء السابقين بحيث يكون إيجابياً وبناءً.
أما بالنسبة لهؤلاء الذين يسعون لتصفية حسابات قديمة، فقد يجدون في الصحافة والأحداث السياسية مسرحًا لتحقيق بعض غاياتهم، مثل جونسون الذي لا يتردد في مهاجمة السياسات الجديدة وبالذات التي تخص حزب العمال المنافس.
وفي نهاية الحديث، تبقى بريطانيا في انتظار كيفية تعامل الحزب الحاكم مع تحديات اليوم والغد تحت إشراف القيادة الحالية المرتقب نجاحها أو فشلها في ظل تواجد رؤساء وزراء سابقين يغردون من خلف الستارة بين الحين والآخر.
مواد متعلقة
المضافة حديثا