ترامب يمنح العفو لمؤيديه الأوفياء في قرارات مثيرة للجدل
الخميس 12 يونيو 2025 - 04:29 ص

في الأسابيع الأخيرة، قام دونالد ترامب بإصدار قرارات عفو عن مجموعة من الأشخاص من التلفزيون الواقعي ومسؤولين منتخبين سابقين أدينوا بجرائم تتعلق بالاحتيال والاختلاس. حتى أنه عفى عن ضابط شرطة سابق كان قد أدين بالفساد، مما اعتبره البعض استغلالا لهذه الصلاحية الرئاسية لتقديم مكافآت لأنصاره وداعميه السياسيين.
التعليق على هذه الأحداث يأتي من أستاذ القانون في جامعة بنسلفانيا، كيرميت روزفلت، الذي يقول لوكالة فرانس برس إن سلطة العفو لطالما كانت مثيرة للجدل لأنها غير محدودة ويتمتع الرئيس بها. يشير أنه في بعض الحالات، تم توجيه الانتقادات للرؤساء بسبب استخدامهم لهذه السلطة بشكل يبدو وكأنه لخدمة مصالحهم الخاصة أو بشكل مثير للشكوك.
لكن، دونالد ترامب يمارس هذه السلطة "بلا خجل"، مما يجعل قرارات العفو تبدو وكأنها تصدر مقابل دعم مالي، حسب رؤية المختصين. ومن بين المستفيدين من قرارات العفو الأخيرة أشخاص تبرعوا بسخاء لحملاته الانتخابية، ومثال ذلك بول والكزاك، مدير دار رعاية مسنين أدين بتهمة التهرب الضريبي.
والدة والكزاك كانت ضيفًا على عشاء أقيم في منتجع مارالاغو، الخاص بترامب، ودفعت رسم الدخول وبلغ مليون دولار في أبريل الماضي. ما يميز ممارسات ترامب عن أسلافه في استخدام صلاحيات العفو هو قيامه بذلك في وقت مبكر من ولايته حيث يفضل معظم الرؤساء انتظار اللحظات الأخيرة من مناصبهم.
تقول باربرا ماكوايد، المدعية العامة الفدرالية السابقة وأستاذة القانون في جامعة ميشيغن، في مقال رأي في بلومبرغ إنه لا يمكن إنكار أن رؤساء أخرين وُجهت لهم اتهامات مشابهة فيما يتعلق بقرارات العفو التي أصدرها. وتستدرك قائلة إن ترامب يتميز بجرأته وسعة نطاق استخدامه لهذه السلطة.
وتتابع ماكوايد بأن العفو بالنسبة لترامب مجرد صفقة أخرى من صفقاته، شرط أن يقدم المستفيد شيئًا ذا قيمة في المقابل، سواء كان ذلك خدمة سياسية أو أخرى. وفي عهد ترامب مكتب العفو متاح في حال أن العفو سيخدمه سياسياً أو يروي قصته حول وزارة العدل تحت إدارة بايدن.
إلى جانب هذه القضايا، أصدر ترامب عفواً عن نجمَي تلفزيون الواقع، تود وجولي كريسلي، الذين أدينوا بالاحتيال الضريبي، بعد تدخل ابنتهما سافانا. كما تم استغلال المناسبة في المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو 2024، للتأكيد على دلالة سياسية أو دليل على الولاء.
النائب الديمقراطي جيمي راسكين أثار استفسارات حول المعايير المستخدمة لتوصية بالعفو، متهمًا إد مارتن، مدير العفو الجديد في وزارة العدل، بتأييد العفو عن أشخاص لديهم الولاء السياسي لترامب أو أولئك القادرين على دفع المال بما يكفي لشراء العفو.
وفي تعليق على منصة إكس، أكد إد مارتن أن حركة "اجعلوا أميركا عظيمة مجددا" لن تترك أي من أعضائها، كما أوضح ذلك في إطار العفو عن سكوت جينكينز، والذي أدين بالفساد عندما كان شريفًا سابقًا في فيرجينيا.
وبحسب رأي أستاذ القانون لي كوفارسكي، فإن تجاوز ترامب في استخدام سلطة العفو يُعتبر إساءة استغلال لهذه السلطة الرئاسية. يتهم الخبير ترامب بالقيام بـ "عفو زبائني" لخدمة مصالحه السياسية وتخفيف العقوبة بناءً على الولاء للسلطة.
العفو الزبائني كما يراه لي كوفارسكي، يتمثل في استخدام تدابير العفو لتقليل خوف الموالين للنظام من العقاب الجنائي، ليمنحهم حصانة أو غطاء لاستمرار ولائهم السياسي وإدامة الدعم لمن هم في السلطة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا