ترامب يسخر بذكاء: أداة استراتيجية في معركته ضد الخصوم السياسيين

اعتاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إطلاق ألقاب ساخرة على خصومه السياسيين. فقد لقب منافسه في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية لعام 2016 بـ"ماركو الصغير". بينما وصف الرئيس السابق جو بايدن بـ"جو بايدن النائم"، وأطلق على حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم لقب "نيوزكوم".

ووفقاً لخبراء التسويق، تتميز أساليب ترامب بإيصال السياسات المعقدة بعبارات موجزة وسهلة التذكر. فعندما تم مناقشة حزمة مكونة من 1100 صفحة تضمنت أولويات ترامب لخفض الضرائب والإنفاق الفيدرالي، استخدم المشرعون عبارته "مشروع قانون ضخم وجميل" كعنوان.

غالباً ما تحقق عبارات ترامب السياسية نجاحاً كبيراً، مثل "مشروع قانون ضخم وجميل" الذي يروج لأولوياته التشريعية، و"متطرفو اليسار" التي استخدمها لوصف خصومه. وشعار حملته "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" كان على الدوام معروفاً بين الأوساط العامة.

من جهة أخرى، يجد منتقدو ترامب صعوبة في صياغة خطابات ناجحة تُعزز معارضتهم له. فقد بحث الديمقراطيون باستمرار عن رسائل قوية منذ خسارتهم البيت الأبيض في نوفمبر أمام ترامب وزملائهم الجمهوريين.

وعلى سبيل المثال، رد الديمقراطي تشاك شومر، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، من ولاية نيويورك على تشريع ترامب واصفاً إياه بـ"مشروع قانون قبيح" و"وحش حزبي". كما جادل أنه سيدعم أصحاب المليارات ويضر الطبقة العاملة.

بعد أن فرض ترامب رسوماً جمركية على جزر أنتاركتيكا غير المأهولة، صنع النقاد من طيور البطريق شعارات احتجاجية. كما قام كاتب العمود روبرت أرمسترونغ بصياغة عبارة "تاكو"، وهي اختصار لـ"ترامب يتراجع دائماً"، مستهزئاً برسوم ترامب الجمركية المتقطعة.

هذه العبارات كانت فرصة لمنتقديه للسخرية منه، مثل استخدام اللجنة الوطنية الديمقراطية لشاحنة تاكو تحمل دجاج وصورة لترامب بزي دجاج. كما انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه ترامب في برنامج "ساترداي نايت لايف" يدعم متجر دجاج وهمي.

انتشرت أيضاً صورة مزيفة على نطاق واسع توضح الرؤساء الأميركيين السابقين: جورج بوش وبيل كلينتون وباراك أوباما وجو بايدن يأكلون "التاكو" ويرتدون قمصاناً مكتوب عليها: "هيا بنا نأكل (التاكو)".

ترامب كان واعياً لتأثير العبارات الموجزة، حيث وصف الصحفيين الذين يسألونه عن الأمر بـ"المسيء". وأكد أن الرسوم الجمركية العالية دفعت القادة الأجانب إلى المفاوضات قائلاً: "أليس هذا لطيفاً؟".

صرحت ميغان تيسينغر للصحافة أن محاولة مواجهة الإهانات الذكية بحقائق مجردة تشبه جدالاً حول الموت. وذكرت أن الخطر يكمن في تعريف خصمك لعلامتك التجارية قبل أن تقوم بذلك بنفسك.

شبّه جون روزن، الأستاذ المساعد في الاقتصاد والتسويق، استراتيجية ترامب بأمثلة تاريخية مثل "الصفقة الجديدة" و"الصفقة العادلة" و"الحدود الجديدة" للرؤساء السابقين. واختتمت جماعة "البطاريق الدولية" احتجاجاتها بطريقة طريفة بلافتات تحمل شعارات. وأوضح النقاد أن خصوم ترامب يجدون صعوبة في تقديم خطابات فعالة لمواجهته.