جيل الألفية في أمريكا يعيد تعريف النجاح والمعنى الحقيقي للحياة
الأربعاء 02 يوليو 2025 - 03:44 ص

الشباب في الولايات المتحدة يعيدون النظر في كيفية قياس النجاح في الحياة، حيث يوجهون اهتمامهم من السعي للثروة إلى التركيز على الصحة. هذا لا يعني أنهم يتجاهلون الأموال، ولكنهم لم يعودوا مهتمين بالضرورة بالثراء أو بالمكانة الاجتماعية التقليدية.
كان كول سميث، الذي يبلغ من العمر ٢٧ عاماً، يطمح لأن يكون من بين رواد تحليل البيانات خلال دراسته الجامعية، حتى إذا تطلب ذلك العمل لساعات طويلة أسبوعياً. الآن فقد تغيرت نظراته في الحياة.
يقول سميث، الذي أسس مع شقيقه الأكبر موقع "فايسور" لشراء السيارات: "كنت أشعر بالقلق من أن أكون في سن ٤٠ أو ٥٠، دون اهتمامات خارج العمل". ويرغب الآن سميث في حياة أكثر توازناً، ويرى النجاح في حياتين صحيتين بدنية وعقلية.
لم تعد الثروة والمكانة الاجتماعية والعمل هي المعايير الأساسية للنجاح في حياة الشباب الذين لم يبلغوا منتصف العمر بعد. بل أصبح الصحة البدنية والعقلية تتصدر قائمة الأولويات، وجاءت الثروة في مرتبة متأخرة في اهتماماتهم.
هذا التحوّل الثقافي يعكس قرارات أكثر وعيًا وجدية نحو الصحة والرفاهية العامة، ويرى الباحثون في هذا التحول دليلاً على تقبل الجيل للربح بمستويات صحية دون التضحية براحتهم النفسية والجسدية.
نشأ الجيل الحالي محاطًا بالتكنولوجيا ووسائل التواصل، مما وفر لهم وصولاً واسعاً إلى معلومات غنية ونماذج حياة جديدة ومختلفة عن التي كانت متاحة للأجيال السابقة. هذا التنوع أتاح لهم خيارات حياتية متنوعة وفتح أعينهم على تعريفات النجاح المتعددة.
ذكّرت جائحة كوفيد-١٩ هذا الجيل بمدى هشاشة الصحة الجيدة وأثارت حركة لتمكين العمل من المنزل. كثيرون منهم بدأوا يبتعدون عن الوظائف التقليدية التي تفرض ضغطًا عصبيًا وساعات عمل طويلة.
أصبح الجيل الجديد يواجه واقعاً يرى فيه تقدم الآباء والأجداد في السن ومعاناتهم مع الأمراض المزمنة المرتبطة بنمط الحياة غير الصحي، مما زاد من وعيهم بأهمية تبني نمط حياة صحي.
بينما نجح البعض في الوصول إلى مراتب عليا في وقت مبكر من حياتهم العملية، شعروا بأن هذا النجاح لم يجلب لهم الرضا الشخصي. إن الحالات مثل ناتالي أرمينداريز توضح كيف أن العمل في وظائف ذات رواتب عالية لم يجلب لها السعادة.
أصبح التركيز الآن على إيجاد التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وخصوصًا مع تقدم العمر، حيث يعود الأفراد لجذورهم ويعيدون ترتيب أولوياتهم اليومية لتحقيق حياة أكثر سعادة واستقرارًا.
لا بد من الإشارة إلى أن النجاح مسألة شخصية، وليس هناك تعريف موحد له، بل يختلف باختلاف الأشخاص وظروفهم وما يحقق لهم الرضا الشخصي والاستقرار الداخلي.
كما أن الشباب الأمريكي باتوا يرون الصحة النفسية والجسدية أفضل مقياس للنجاح، وتراجعت أهمية الثروة والمكانة الاجتماعية لتحتل مركزاً أقل في سلم الأولويات، وفقاً للدراسات والاستطلاعات الحديثة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا