أصداء لام شمسية تستمر: من يمكن أن نثق به لرعاية أطفالنا؟

الأحد 04 مايو 2025 - 03:23 ص

أصداء لام شمسية تستمر: من يمكن أن نثق به لرعاية أطفالنا؟

راشد مطر

أحدث مسلسل تلفزيوني مصري باسم "لام شمسية" ضجة كبيرة بين أوساط المجتمع المحلي، حيث أعاد طرح مسألة التحرش بالأطفال التي كانت تُتجنب بشكل دائم من قبل المجتمع المصري.

تناولت الدراما المصرية في السنوات الأخيرة مواضيع حساسة مثل الإدمان وحقوق المرأة، لكن موضوعات التحرش بالأطفال ظلت مجالاً محظوراً لكونها تتعدى على "مقدسات ثقافية".

أميرة أبوشادي تؤكد أن الحديث عن هذه المواضيع ليس شائعاً في الثقافة المصرية، لكنها بعد مشاهدة المسلسل شعرت بأهمية التحدث مع ابنها حول الأمور التي قد يتعرض لها.

هند عادل تشعر بالشك حول من يمكن أن تثق به لرعاية أطفالها بعد مشاهدتها للمسلسل، مما يبرز مدى تأثير العمل على تفكير الأمهات.

المسلسل يروي قصة أم وحيدة في مواجهة المجتمع والأسرة والمدرسة الذين لا يصدقون تعرض ابن زوجها للتحرش من قبل صديق للعائلة.

أثناء محاولتها الدفاع عن الطفل، يتعرف المشاهدون مع نيللي على القوانين المصرية المتعلقة بالعنف ضد الأطفال والدعم النفسي المتاح للناجين.

يكمن التحدي في حماية الطفل من التحرش والتصدي للفاعل الذي يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة كأستاذ جامعي وصديق للعائلة.

صنّاع المسلسل اختاروا أبطالاً يتمتعون بامتيازات اجتماعية، بينما يظل النقاش حول هذه القضايا في المجتمعات الفقيرة أمراً صعباً.

الأطفال المهمشون، كأطفال الشوارع، يواجهون مخاطر متزايدة لعدم توفر مأوى أو عائلة أو أوراق ثبوتية لهم.

في عام 2024، تلقى الخط الساخن لنجدة الطفل 21 ألف بلاغ عن أطفال تعرضوا لمخاطر مثل العنف الجنسي والجسدي.

صبري عثمان يشير إلى أن الرقم الفعلي للبلاغات أكبر بكثير، والكثير من الأسر يفضلون الصمت خوفاً من الوصمة الاجتماعية.

المسلسل أحدث تأثيراً واضحاً، إذ زادت الاتصالات للاستفسار عن حالات العنف ضد الأطفال، بحسب مديرة برنامج حماية الطفل في اليونيسف.

زاد المسلسل من نشر الناجون لشهاداتهم عن العنف عبر منصات التواصل الاجتماعي مما يوضح القوة الإعلامية للمسلسل.

موظف مدرسة اتُهم بالتعدي على طفل تلقى حكماً بالسجن نتيجة لحملة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وصف المسلسل بأنه نموذج "استثنائي" للأدوار التي يمكن أن تلعبها الدراما في تقديم مناقشات عامة فاعلة بشأن قضايا مسكوت عنها.

في اللغة العربية، اللام الشمسية ترتبط بحالات التحرش التي تُنكر، كما أوضحت كاتبة المسلسل مريم نعوم.

التردد والخوف هما الأسباب الرئيسة التي أثرت في الأطفال وذويهم، مما دفع علي البيلي لتجسيد دور الطفل المتعرض للتحرش.

علي البالغ من العمر 12 عاماً اعتبر مشاركته في العمل صوت لمن لا صوت لهم، مما يبرز قيمة الفن في مناقشة القضايا المجتمعية.


مواد متعلقة