ألاسكا: من الأراضي الروسية إلى الولاية الأمريكية الشهيرة
الثلاثاء 12 أغسطس 2025 - 06:49 م

شهدت ألاسكا تحولاً تاريخياً عندما استضافت قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. كانت ألاسكا تحت سيطرة الإمبراطورية الروسية قبل أن تبيعها للولايات المتحدة في القرن الـ19، ومع ذلك لا يزال النفوذ الروسي موجوداً في هذه الولاية الواقعة في الدائرة القطبية الشمالية.
المستكشف الدنماركي فيتوس بيرينغ، الذي خدم في البحرية الروسية، أبحر في عام 1728 في المضيق الذي يفصل بين آسيا والقارة الأميركية لصالح روسيا القيصرية. أسفرت رحلته عن اكتشاف مضيق بيرينغ ومنطقة ألاسكا، التي كانت موطناً للشعوب الأصلية لآلاف السنين.
بدأت الحملات الروسية في القرن الـ18 بصيد "الفقمة" وأقامت أول مستعمرة في جزيرة كودياك. في عام 1799، أنشأ القيصر بافل الأول الشركة الروسية-الأميركية لتنظيم تجارة الفراء، مما تسبب في مواجهات مع السكان الأصليين.
الصيد المفرط أدى إلى تراجع أعداد "الفقمة" وثعالب البحر، مما أثر على اقتصاد المستعمرين الروس. في عام 1867، باعت موسكو منطقة ألاسكا لواشنطن مقابل 7.2 ملايين دولار، مما أثار انتقادات في الولايات المتحدة، حيث أُطلق على الصفقة اسم "جنون سيوارد".
لا تزال الكنيسة الأرثوذكسية الروسية شاهداً على الماضي الروسي في ألاسكا منذ أيام الشركة الروسية-الأميركية. تنتشر أكثر من 35 كنيسة تاريخية عبر سواحل الولاية، وتتبع بعضها هندسة الكنائس الأرثوذكسية التقليدية.
تُعتبر أبرشية ألاسكا الأرثوذكسية الأقدم في أميركا الشمالية، وتحتوي على معهد لاهوتي في جزيرة كودياك. استمرت لغة محلية مشتقة من الروسية في مناطق مختلفة لعقود، لكنها الآن على وشك الاندثار.
على الرغم من ذلك، لا تزال اللغة الروسية تُدَرَّس في شبه جزيرة كيناي قرب الأنهار الجليدية. تستقبل مدرسة صغيرة تابعة لمجموعة "المؤمنين القدامى" نحو 100 تلميذ يدرسون باللغة الروسية.
أحد أبرز الأقوال حول قرب ألاسكا من روسيا جاء من حاكمة الولاية سارة بالين في عام 2008، عندما قالت: "الروس جيراننا من الجانب الآخر.. يمكنكم رؤية روسيا من جزيرة في ألاسكا".
رغم أن هذا التصريح ليس دقيقاً، إلا أن هناك جزيرتين تفصل بينهما أقل من أربعة كيلومترات عبر مضيق بيرينغ. في أكتوبر 2022، وصل روسيان إلى جزيرة سانت لورانس لطلب اللجوء في الولايات المتحدة.
اعترض الجيش الأميركي طائرات روسية تقترب من المجال الجوي فوق ألاسكا، ومع ذلك لم تُظهر روسيا اهتماماً باستعادة السيطرة على ألاسكا، والتي وصفها بوتين في 2014 بأنها "شديدة البرد".
الجدير بالذكر أن صفقة بيع ألاسكا أثارت آنذاك انتقادات حادة في الولايات المتحدة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا