الصين تقلص ساعات العمل لتعزيز الاقتصاد وزيادة الاستهلاك في الأسواق

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 03:55 ص

الصين تقلص ساعات العمل لتعزيز الاقتصاد وزيادة الاستهلاك في الأسواق

ناصر البادى

في معظم دول العالم الغربي، تُعتبر عطلة نهاية الأسبوع لمدة يومين أمراً مهماً. ومع ذلك، في الصين، لا يُعتبر الحق في الراحة ليومين في الأسبوع شيئاً مُسَلَّماً به، حيث يتخلى العديد من الطلاب عن هذا المفهوم عند بدء الدراسة الثانوية.

قد يُفرض العمل الإضافي أحياناً بشكل إلزامي على العاملين في مجال التكنولوجيا السريعة. في عام 2019، دافع مؤسس شركة علي بابا، جاك ما، عن ثقافة العمل التي تستمر من التاسعة صباحاً إلى التاسعة مساءً ستة أيام في الأسبوع، ووصفها بأنها "نعمة عظيمة".

لكن في الفترة الأخيرة، شهدنا تغيراً جديداً، إذ بدأت العديد من الشركات الكبرى في الصين أجبار موظفيها على مغادرة مكاتبهم مبكراً. شركة ميديا، المختصة في الأجهزة المنزلية، بدأت حملة ضد العمل الإضافي غير الضروري، وأرسلت موظفيها إلى منازلهم بحلول الساعة السادسة مساءً.

أعلنت الشركة أن أكثر من 95% من العمل الإضافي هو عمل غير مُجدي، وبدأ مديرون شركات أخرى بإخلاء المكاتب في التاسعة مساءً، ما أثار انتقادات عبر الإنترنت باعتبار هذا الموعد متأخراً.

يتماشى ذلك مع أهداف الحكومة الصينية التي تسعى للحد من ظاهرة "تراجع الأداء الوظيفي". يُستخدم هذا المصطلح لوصف مشهد لا تنتج فيه المدخلات الإضافية أية نتائج ملموسة، وتريد الحكومة منع هذه الممارسة المدمرة للذات.

السياسة الجديدة لم تُلاقَ قبولاً واسعاً بين العمال، وقالت إحدى الصحف الصينية ساخرة: "هل ستقود الشركات التي فرضت العمل الإضافي الصارم المعركة ضد تراجع الأداء؟" يعتقد بعضهم أن الحظر الأوروبي على المنتجات المصنوعة من العمل القسري قد يكون له دور في هذا التحول.

الأولوية الرئيسية لهذه السياسة تتمثل في توفير المزيد من الراحة والإجازات للموظفين لدعم الاقتصاد عن طريق زيادة الاستهلاك والنفقات. وقد أعلنت الحكومة عن خطط لزيادة الطلب المحلي وتشجيع الناس على تناول الطعام بالخارج.

أثارت الوفيات الناتجة عن العمل المفرط في شركات مثل بايت دانس بيندودو الكثير من الغضب بين الناس. ويعبر العاملون في التكنولوجيا عن أنفسهم بمصطلح "نيوما"، والمقصود به "حمل الشاقة". لاتزال بعض الشركات تعمل بنظام "أسبوع كبير وأسبوع صغير".

في بكين، تغادر السيدة تانغ عملها في شركة للحوسبة السحابية في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءً. تركت وظيفة لإيجاد وظيفة أقل إجهاداً، والآن تقول إنها تنهي العمل في الساعة السابعة مساءً.

يحظى العاملون في قطاع الخدمات بوقت أكثر تحدياً حيث لا يحصلون إلا على أيام إجازة معدودة شهرياً. في منطقة التسوق سانليتون، يوضح طاهٍ في مطعم نودلز أنه بينما يتيح المالك خيار الحصول على أيام إجازة، فإن معظم العمال يفضلون عدم أخذ راحة.

توضح هذه المثال حارة الصراع بين العمل المفرط وحقوق العمال، وما إذا كانت الثقافة الصينية يمكن أن تستجيب لهذه التغيرات. متناغماً مع تحليلات من The Economist، هذا الجدل يوضح تحديات جديدة تمر بها الصين المعاصرة.


مواد متعلقة