استخدام الهواتف الذكية قبل الثالثة عشرة يضر بصحة الأطفال العقلية
الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 08:59 ص

أظهرت دراسة كبيرة شملت أكثر من 100 ألف شاب أن امتلاك الهاتف الذكي قبل سن الثالثة عشرة يرتبط بتدهور الصحة النفسية في مرحلة البلوغ. وأفادت النتائج أن الذين حصلوا على هواتفهم في سن مبكرة كانوا أكثر تعرضًا للأفكار الانتحارية والعدوانية.
استندت الدراسة، التي نشرت في مجلة التنمية البشرية والقدرات، إلى بيانات مشروع "العقل العالمي"، وهي أكبر قاعدة بيانات في العالم حول الصحة العقلية. استخدمت الدراسة أداة "مقياس صحة العقل" لقياس التأثيرات، وبينت أن التأثير السلبي يتصل بالتعرض المبكر لوسائل التواصل الاجتماعي.
تشير البيانات إلى أن الشباب الذين حصلوا على هواتفهم قبل سن 13 عامًا كانوا يحصلون على درجات أقل في مقياس الصحة العقلية. ومع انخفاض عمر الحصول على الهاتف، ازدادت هذه الآثار السلبية. كما ارتفع معدل المعاناة من مشاكل نفسية بنسبة 9.5% لدى الإناث و7% لدى الذكور.
حذّر الباحثون، بقيادة تارا ثياغاراجان، من النتائج الخطيرة لاستمرار هذا الاتجاه. أشاروا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية مماثلة لتلك المفروضة على الكحول والتبغ. وشملت توصياتهم فرض تعليم إلزامي حول الثقافة الرقمية، وتقييد وسائل التواصل الاجتماعي.
أضافت الدراسة أن الوصول المبكر لوسائل التواصل الاجتماعي يفسر حوالي 40% من العلاقة بين امتلاك الهاتف في سن مبكرة وتدهور الصحة العقلية. كما أن التنمر الإلكتروني واضطرابات النوم وضعف الروابط الأسرية تلعب دورا مهما.
رغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، إلا أن الباحثون يرون أن المخاطر لا يمكن إغفالها. تقول ثياغاراجان أن العقل النامي يكون أكثر هشاشة أمام البيئة الرقمية، وتحذر من انتظار دليل قاطع قد يفوت فرصة وقائية مهمة.
تأتي هذه النتائج في وقت تُفرض فيه قيود على الهواتف الذكية في المدارس في عدة دول، منها فرنسا وهولندا وإيطاليا ونيوزيلندا. كما أعلنت نيويورك مؤخرا عن حظرها، لتصبح أكبر ولاية أمريكية تتخذ هذه الخطوة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا