غواص إماراتي ينقل رسالة بيئية هامة من أعماق المحيط

الأحد 14 ديسمبر 2025 - 11:24 م

غواص إماراتي ينقل رسالة بيئية هامة من أعماق المحيط

ياسر الحمادى

لم يكن للغواص الإماراتي صالح محمد الظهوري أن يتوقع أن قطعة مرجان تغطيها طبقة من الطحالب ستؤدي إلى تغيير مساره، لتدفعه نحو تأسيس مشروع بارز لحماية البيئة البحرية، إذ لفت انتباهه اللون الأبيض على قطعة المرجان، ما دفعه للبحث واكتشف أنه علامة على اقتراب موت المرجان، وكأن البحر يناشده بالمساعدة.

قال الظهوري لـالإمارات اليوم إن مروره بالمرجان الأبيض جعله يخاله جزءًا من جمال البحار. لكنه وصل إلى تشخيص سريع حين وجد قطعة مرجان عائمة بيضاء تمامًا، مما دفعه للاعتقاد بوجود مشكلة حقيقية.

بعدما توسع في قراءة الشعاب المرجانية، أدرك أن اللون الأبيض للمرجان يعتبر دليلاً على دخوله مرحلة حرجة، إذ تشهد بداية انهيار النظام البيئي القائم. كانت هذه اللحظة بمثابة التحول الأكبر للظهوري؛ من مجرد هاوٍ في عالم البحار إلى ناشط بيئي ملتزم.

ويصف الظهوري رحلته بأنها انطلاقة نحو مشروعه لاستزراع المرجان. متابعًا بشغف أنه لم يكن مدربًا للغوص بل غواص بسيط فُتن بعالم البحار، ومنذ تلك اللحظة استمر في متابعة البحر إنقاذًا له على مدار 10 سنوات من العمل المتواصل.

واجهته مواقف غير متوقعة خلال هذه الرحلة الطويلة، كالعثور على كاميرات تحت الماء وأحذية فقدها أصحابها، وفي مرة من المرات قال مازحًا بأنه وجد فردة حذاء تشبه حذاء سندريلا.

لم يكن الإنقاذ مقتصرًا على تدوين الملاحظات فقط فقد سعى أيضًا لرصد السلاحف العالقة بين مخلفات البلاستيك. تعامل الظهوري مع هذه القصص باعتبارها دعوة للانغماس في البيئة البحرية والتحرك لإنشاء موقع للاستزراع حيث احتفظ بأنواع نادرة من المرجان والأسماك.

ومنذ 10 سنوات تخصّص الظهوري يومين إلى ثلاثة أسبوعيًا للغوص والمشاركة في المبادرة، المؤلفة من مواطنين ومقيمين من مختلف أنحاء الخليج. رحب بمشاركة الجميع بدءًا من سن عشرة أعوام والكل مدعو للمساهمة بأي طريقة ممكنة.

عندما بدأت بقية دول الخليج بالتواصل معه، خاصة من مسندم والكويت وقطر والبحرين، لإدراك مالدي في بيئاتها الخاصة، لم يتمكن الظهوري من إخفاء سعادته، مشيرًا إلى أن مبادرة بسيطة تجاوزت الحدود لتصبح لها بصمة واسعة النطاق.

أكد الظهوري، على الرغم من تحديات نقص التمويل والأضرار الناتجة عن الظواهر الطبيعية، أن خبرته الطويلة في الغوص ساعدته على تحديد المواقع الملموسة خاصة عندما تعلم تنظيم وتوجيه عمل المرجان حسب التغيرات البيئية.

وصف الظهوري تحول منطقة الاستزراع بهبوط الأحياء البحرية، وقف فقدانها بوجود خطوات واهتمام حقيقيين، بجعله مكانًا آمنًا لمختلف أنواع السلاحف والأسماك، وهو الآن مسكن آمن للحياة البحرية.

يزداد تأثير استزراع المرجان على البيئة والمجتمع الاقتصادي بتثبيت تحسين مواقع الغوص وخلق بؤر جاذبية جديدة للسياح والصيادين، كما يؤكد أن الشراكة مع هيئة الفجيرة للبيئة ودعم الجامعات والمدارس ساهمت كثيرًا في نجاح المشروع.

ينظر الظهوري للمستقبل بتفاؤل كبير، مشيرًا إلى خطة لإنشاء أكاديمية متخصصة ترتبط بتعليم أشكال الحياة البحرية حفاظًا على التراث البحري عبر الأجيال.

صالح الظهوري، غواص ذو رؤية وفلسفة بيئية، عثر تحت الماء على الكاميرات والأحذية والأسلحة البيئية كالمرجان والسلاحف ينشدون مساعدته. وقد أعاد انتخابه للتعليم سعاده في تخطيط أكاديمية مستدامة للغوص، واستزراع شعاب البحر ونشر الوعي بأهمية البيئة البحرية.


مواد متعلقة