مدارس تطلق برامج التاجر الصغير: دمج الأنشطة وتأهيل المعلمين لدعم مشروعات الطلبة
الأحد 07 ديسمبر 2025 - 11:49 م
أكدت إدارات المدارس في الدولة إعداد خطط ممنهجة لتطبيق برنامج التاجر الصغير، وتتضمن هذه الخطط إعادة جدولة الحصص الدراسية لدمج الأنشطة التطبيقية، تزويد الطلبة بمعايير تعليمية تعتمد على الإبداع والابتكار، وتأهيل المعلمين بمهارات الإرشاد الريادي، بالإضافة إلى تخصيص مساحات داخل الحرم المدرسي لتنفيذ المشروعات الطلابية.
ويستهدف برنامج التاجر الصغير 100 ألف طالب وطالبة من مختلف المراحل الدراسية، حيث يتلقى البرنامج أكثر من 2000 مشروع خلال فترة التقديم. سيتم اختيار أفضل 100 مشروع للمشاركة في المعرض الوطني، كما ستمنح 10 مشاريع رائدة فرصة العرض أمام مستثمرين وخبراء في ريادة الأعمال.
أكد تربويون ومعلمون وأولياء أمور أن المشهد التعليمي في الإمارات يشهد تحولاً جوهرياً في ظل تبني برامج تطويرية نوعية مثل التاجر الصغير. البرنامج ينقل الطلبة من صفوف الدراسة إلى فضاءات الإنتاج، ويعيد تشكيل دور المتعلم ليصبح منتجاً ومبتكراً.
أوضح خبير تربوي لـاليوم الإماراتي أن البرنامج طموح ومتميز، ويضع المدارس أمام استحقاقات تربوية وتنظيمية تتطلب استعداداً عالياً لمواكبة هذا التحول العميق.
ذكرت مديرة مدرسة خلود فهمي أن تطبيق برنامج التاجر الصغير لا يشكّل تحدياً بقدر ما يفتح أبواباً جديدة لتطوير البيئة التعليمية. تركز معظم المدارس على إعداد المعلمين لمهارات الإرشاد الريادي وتخصيص مساحات داخل الحرم المدرسي لتنفيذ المشروعات الطلابية.
أفاد مدير مدرسة حميدان ماضي بأن المدارس تعمل الآن على تفعيل شراكات مع مؤسسات اقتصادية ومجتمعية لدعم التجارب العملية للطلبة. هذه الشراكات تعتبر مهمة وأساسية لنجاح البرنامج وتحويل الطلبة إلى منتجين ومبتكرين قادرين على تنفيذ مشروعاتهم بأنفسهم.
أشار مدير مدرسة محمد بدواوي إلى أن نجاح البرنامج مرتبط بتوفير بنية تنظيمية متماسكة. يبدأ ذلك من إعادة جدولة الحصص الدراسية بمرونة لدمج الأنشطة التطبيقية، ويمر بتطوير معايير تقييم تعتمد على الإبداع والابتكار، ويصل إلى إشراك أولياء الأمور في مراحل الإعداد والتنفيذ.
قال ذوو طلبة مثل سهام محيي الدين وعلي أحمد وحمدان المحمود إن برنامج التاجر الصغير سيغير نظرة أبنائهم للمدرسة. البرنامج يعزز من حماسة أبنائهم للمشاريع الجماعية ويربط ما يتعلمونه بتطبيقات واقعية تثري ثقتهم بأنفسهم.
أوضح التربويون والمعلمون مثل الدكتور هاني حمزة وسائد أبوسمرة وحنان شرف أن البرنامج يعزز مهارات الطلبة العملية، من الإدارة المالية والتسويق إلى العمل الجماعي والتفكير التحليلي ومهارات الإقناع والعرض.
أضافوا أن الطالب يتحول وفق هذا النموذج من دور المتلقّي إلى صاحب مشروع، الأمر الذي يعزز من ثقته بنفسه ويجعله أكثر استعداداً لمواجهة تحديات الحياة العملية.
قالت الخبيرة التربوية آمنة المازمي إن مواكبة التحول نحو التعليم القائم على الإنتاج وريادة الأعمال يمثل تحدياً أساسياً للمدارس. يتطلب الأمر إعادة تنظيم دور المدارس وتهيئة كوادرها بما يتناسب مع هذا التغيير الجوهري.
أضافت أن على الإدارات المدرسية إعادة هيكلة جداولها اليومية لتخصيص وقت فعلي للمشاريع الريادية كتسهيلات تدعم التعلم، مشيرة إلى ضرورة توفير بيئات ابتكار مجهزة تحول أفكار الطلبة إلى نماذج عملية داخل المدرسة.
تابعت أن جاهزية الكادر التعليمي تشكل عاملاً حاسماً في نجاح هذا التحول. يحتاج المعلمون إلى تدريب متخصص في مهارات الريادة لضمان قدرتهم على توجيه الطلبة ومتابعة تقدمهم خطوة بخطوة.
وأوضحت أنه يجب تغيير دور المعلم من معلم إلى مرشد يثير الأسئلة ويفتح آفاق التفكير ويساعد الطلبة على التطوير المستمر. علقت أيضاً على أهمية إشراك الأسرة كشريك أساسي لدعم الطلبة في المراحل الريادية الأولى.
أوضحت أن التحول نحو التعليم المنتج يستدعي مراجعة آليات التقييم في المدارس. يجب الانتقال من قياس حفظ المعلومات إلى تقييم العملية الإنتاجية بشكل شامل، ما يعزز من عدالة المنافسة بين الطلبة.
أكدت أن مواكبة التحول تتطلب عملاً تكاملياً بين الإدارة المدرسية والمعلم والأسرة وشركاء المجتمع. فالمدرسة مطالبة بأن تتحول إلى بيئة إنتاج، والمعلم إلى مشرف ريادي، والطالب إلى صاحب مشروع يتحمل مسؤوليته.
بحسب دليل برنامج التاجر الصغير، بدأ التسجيل في ديسمبر الجاري، مع إغلاق المشاركات في يناير 2026. سيجري إعلان المشاريع المتأهلة في منتصف يناير، مع تنظيم المعرض الوطني في فبراير.
مواد متعلقة
المضافة حديثا